للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - أم المؤمنين زينب بنت جحش (ض): كانت بنت عمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أبية، أنوفة، فيها شيء من الحدة من أجلها فارقها زوجها الأول، كانت (ض) أقرب النساء قرابة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك فإنها كانت تعتبر نفسها أحق وأجدر بالاحترام، والاهتمام من غيرها من الأزواج.

تقول عائشة (ض) وهي تصفها: ((وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)) (١) وقد أرسلها بعض الأزواج إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلتني يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، قالت (عائشة): ثم وقعت بي، فاستطالت علي، وأنا أرقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأرقب طرفه، هل يأذن لي فيها، قلت: فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكره أن أنتصر، قالت: فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها، قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنها ابنة أبي بكر (٢).

ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان يضرب له الخباء، فيدخله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت عائشة أيضا يضرب لها الخباء في فناء المسجد، وذات مرة ضرب لها الخباء، فاستأذنت حفصة عائشة أن تضرب خباء فأذنت لها، فضربت خباء، فلما رأته زينب بنت جحش ضربت خباء آخر، فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى الأخبية، فقال: ما هذا؟ فأخبر، فقال: آلبر تردن؟ فترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف عشرا من شوال وفي رواية مسلم ((فأمر بخبائه فقوض، وترك الاعتكاف في شهر رمضان ....)) (٣).


(١) أخرجه البخاري في كتاب الشهادات برقم ٢٦٦١، وكتاب المغازي ٤١٤١، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٤٢.
(٢) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه باب فضل عائشة برقم ٢٤٤١، والبيهقي في السنن الكبرى ٢٩٩/ ٧ برقم ١٤٥٢٦، والنسائي في السنن الكبرى ٥/ ٢٨١ برقم ٨٨٩٢، وأحمد في مسنده ٨٨/ ٦ برقم ٢٤٦١٩.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الاعتكاف برقم ٢٠٤١، ومسلم في صحيحه كتاب الاعتكاف برقم ١١٧٣، وأبو داود في سننه كتاب الصوم برقم ٢٤٦٤، والنسائي في سننه كتاب المساجد برقم ٧٠٩، وابن ماجه في سننه كتاب الصيام برقم ١٧٧١.

<<  <   >  >>