للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حد كانت فيها، تسرع منها الفيئة ...)) (١) الحديث.

٧ - أما أم المؤمنين أم حبيبة (ض)، فلم تسجل لنا كتب الأحاديث عنها شيئا في تعاملها مع عائشة (ض) بالموافقة أو بالمخالفة، إلا أن كتب أسماء الرجال تنص على أنها استدعت عائشة (ض) عند وفاتها فقالت: قد كان ويكون بيننا وبين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقلت (القائلة هي عائشة): غفر الله لك ذلك كله، وتجاوز، وحللك من ذلك، فقالت (أم حبيبة): سررتني سرك الله (٢).

٨ - وكذلك أم المؤمنين ميمونة (ض) لم تذكر لنا كتب الأحاديث شيئا من تعاملها مع عائشة (ض)، وقد ثبت في كتب الرجال أنها لما ماتت قالت عنها عائشة (ض): أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم (٣).

٩ - أما صفية بنت حيي (ض) فقد نالت شرف صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحظيت بالبقاء في كنفه لمدة ثلاث سنوات فقط، وكانت مختلفة عن بقية أمهات

المؤمنين، لأنها كانت من خيبر ومن أسرة يهودية، تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خيبر، فلما دنوا من المدينة دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعثرت الناقة العضباء وندر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام فسترها، وقد أشرفت النساء فقلن: أبعد الله اليهودية (٤).


(١) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه باب في فضل عائشة برقم ٢٤٤٢، والبيهقي في السنن الكبرى ٢٩٩/ ٧ رقم ١٤٥٢٦، والنسائي في السنن الكبرى ٥/ ٢٨١ رقم ٨٨٩٢، والطبراني في الأوسط ٨٨/ ٩ رقم ٩٢١١.
(٢) أحال المؤلف إلى طبقات ابن سعد ٨/ ١٠٠ فقط، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك ٢٤/ ٤ رقم ٦٧٧٣، كما ذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٢٣/ ٢، وابن حجر في الإصابة ٦٥٣/ ٧.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٣٤ رقم ٦٧٩٩، وابن سعد في الطبقات ١٣٨/ ٨، والحارث في مسنده ١/ ١٣ برقم ٤٥٥، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٩٧/ ٤، والذهبي في السير ٢٤٤/ ٢ وابن حجر في الإصابة ١٢٨/ ٨.
(٤) صحيح الإمام مسلم باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها رقم ١٣٦٥، والبخاري في صحيحه كتاب النكاح، برقم ٥٠٨٥، ٥١٥٩.

<<  <   >  >>