للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عندهن ما قبلن منها (١).

ورغم أن معظم الأحاديث والروايات التاريخية التي سبق أن ذكرناها هي مستقاة من كتب الصحاح، إلا أنه يوجد فيها بعض من نقاط الضعف، أو تشويه للصورة الأصلية، ولو قمنا بعملية الفحص والتحقيق والدراسة سيتضح لنا ذلك بكل وضوح وفي صورة مشرقة.

١ - مثلا عندنا قصة كسر القصعة، فهذه القصة موجودة في سائر كتب الأحاديث تقريبا، إلا أن البخاري ومسلم لم ينصا على أن التي كسرت القصعة هي عائشة (ض)، بينما الأحاديث الواردة في السنن والمسانيد تنص على أنها كانت عائشة، مثل سنن أبي داود، سنن النسائي ومسند الإمام أحمد بن حنبل وغيرها، والغريب في الأمر أنهم يروون ذلك عن عائشة نفسها، وأول راوية لهذا السند هي جسرة بنت دجاجة، وهي وإن وثقها العجلي (٢) وابن حبان (٣) لكن يقول عنها البخاري: عند جسرة عجائب (٤)، وزعم ابن حزم أن حديثها باطل (٥).

والراوي الثاني هو أفلت العامري، وهو وإن وثقه بعض المحدثين إلا أن معظمهم على تضعيفه.

قال الإمام أحمد: ما أرى به بأسا (٦) (وهذا دليل الضعف)، ونقل الخطابي عن أحمد قوله: إن أفلت راو مجهول، وقال البغوي في شرح السنة:


(١) انظر: الإصابة ٨/ ١٨٠ ولسان الميزان ١/ ٤٥٣.
(٢) انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ٤٣٥/ ١٢ رقم الترجمة ٢٧٤٩.
(٣) انظر: كتاب الثقات لابن حبان البستي ١٢١/ ٤ رقم الترجمة ٢٠٩٧، وانظر كذلك تهذيب التهذيب ١٢/ ٤٣٥ رقم الترجمة ٢٧٤٩.
(٤) انظر: التاريخ الكبير للإمام البخاري ٦٧/ ٢ رقم الترجمة ١٧١٠، وتهذيب التهذيب ٤٣٥/ ١٢ رقم الترجمة ٢٧٤٩.
(٥) نفس المصدر.
(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣٤٦/ ٢ رقم الترجمة ١٣١٦، وانظر: ميزان الاعتدال في نقد الرجال ١٢٥/ ٢ رقم الترجمة ١٤٨٣.

<<  <   >  >>