للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحدة منا عندك إلا في خلابة كما أرى، وسبت عائشة وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهاها، فتأبى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - سبيها، فسبتها حتى غلبتها، فانطلقت أم سلمة على علي وفاطمة، فقالت: إن عائشة سبتها وقالت لكم وقالت لكم .... الحديث (١).

والراوي الثاني لهذا الحديث هو علي بن زيد، يقول فيه ابن سعد: ولد وهو أعمى، وكان كثير الحديث وفيه ضعف ولا يحتج به، وقال صالح بن أحمد عن أبيه: ليس بالقوي، وقد روى عنه الناس، وقال أحمد: ليس شيء، وقال حنبل عن أحمد: ضعيف الحديث، وقال يحيىى: ضعيف، وفي رواية: ضعيف في كل شيء، وقال الجوزجاني: واهي الحديث، ضعيف، وفيه ميل عن القصد، لا يحتج بحديثه، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال البخاري: لا يحتج به، وقال سليمان بن حرب عن حماد بن زيد: حدثنا علي بن زيد وكان يقلب الأحاديث، وفي رواية: كان يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا، فكأنه ليس كذلك (٢).

هذا وكتب السير غنية بعدد كبير من هذه الوقائع، ومعظمها مستقاة من رواية الواقدي والكلبي، وفيما يأتي نذكر مثالا واحدا للتوضيح:

٥ - روى أصحاب الصحاح قصة زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من ابنة رئيس قبيلة، فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((هبي نفسك لي، قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال: فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: قد عذت بمعاذ، ثم خرج علينا فقال: يا أبا أسيد اكها رازقيتين وألحقها بأهله)) (٣).


(١) مسند الإمام أحمد بن حنبل ٦/ ١٣٠ برقم.٢٥٠٣.
(٢) انظر هذه الأقوال كلها في تهذيب التهذيب ٢٨٤/ ٧ رقم الترجمة ٥٤٥.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطلاق برقم ٥٢٥٧، وابن الجارود في المنتقى ١٩٠/ ١ برقم ٧٥٨ ط: مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت ١٤٠٨هـ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٣٣٩/ ٤ باب في متعة الطلاق، وأحمد في مسنده ٥/ ٣٣٩ رقم ٢٢٩٢٠.

<<  <   >  >>