للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت هذه رواية صحيح البخاري، أما رواية ابن سعد ففيها زيادات، وقد رواها بسنده من طريق هشام بن محمد ... قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء بنت النعمان الجونية فجئت بها، فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة: اخضبيها أنت وأنا أمشطها، ففعلن، ثم قالت لها إحداهما: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ بالله منك، فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك ... الحديث (١).

وهشام بن محمد هذا (راوي الحديث) هو الكلبي نفسه، والذي قال فيه العلماء: متروك، غير ثقة، رافضي، يقول الإمام أحمد: إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحدا يحدث عنه، وقال الدارقطني وغيره: متروك، وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة (٢).

ورواية البخاري ثتبت أن هذه المرأة (التي قالت أعوذ بالله منك) لم تكن تعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - وها هو نص الحديث:

عن سهل بن سعد (ض) قال: ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة من العرب. فأمر أبا أسيد الساعدي أن يرسل إليها، فأرسل إليها، فقدمت فنزلت في أجم بني ساعدة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى جاءها فدخل عليها، فإذا امرأة منكسة رأسها، فلما كلمها النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: أعوذ بالله منك، فقال: قد أعذتك مني، فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا، قالوا: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء ليخطبك، قالت: كنت أنا أشقى من ذلك ... الحديث (٣).


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ١٤٦/ ٨.
(٢) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ٨٩/ ٧ رقم الترجمة ٩٢٤٥، ولسان الميزان لابن حجر العسقلاني ١٩٦/ ٦ رقم الترجمة ٧٠٠.
(٣) صحيح البخاري كتاب الأشربة برقم ٥٦٣٧، وصحيح الإمام مسلم كتاب الأشربة
برقم ٢٠٠٧.

<<  <   >  >>