واستخراجاتها وسعة نطاق البحث الذي كان سمة رئيسة بارزة لأم المؤمنين (ض).
إن عدد الروايات الصحيحة عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين التي تتناول تفسير الآيات القرآنية قليل جدا، فنرى صحيح الإمام البخاري الذي يتضمن كتابا كبيرا ومفصلا عن تفسير الآيات القرآنية، إلا أن معظمه روايات عن التابعين في حل اللغات، أو سرد مختلف القصص والوقائع ضمن تفسير الآيات لوجود مناسبة ولو بسيطة بينهما، كما هو عادة الإمام البخاري (ح)، وإلا فإن التفسير الحقيقي منه قليل جدا، كذلك الإمام الترمذي فكتابه ((السنن)) يحتوي على كتاب كبير من التفسير، لكن عليه ملاحظت آتية:
١ - لم يراع فيه صحة الأسانيد إلا قليلا.
٢ - يعزو فيه تفسير الآية بمعنى الكلمة.
أما الإمام مسلم (ح) فإنه جمع كتابا خاصا بتفسير القرآن الكريم في آخر صحيحه، لكنه لم يأت بالشيء الكثير، ومعظم ما فيه من الروايات فهي مروية عن ابن عباس وعائشة (ض)، وعلى كل فإن ما روي عن عائشة (ض) حول تفسير الآيات القرآنية ليس بقليل، وفيما يأتي نقتصر على ذكر تلك الروايات التفسيرية التي توجد فيها نكتة خاصة بينتها عائشة (ض).
١ - إن السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج، وقد ورد فيه قوله تعالى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}[البقرة: ١٥٨].
قال عروة: سألت عائشة (ض) فقلت: أرأيت قول الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة.
قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت ((لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما)). ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا