للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعتمد لدى كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ومنهم سيدنا علي بن أبي طالب (ض) وعبد الله بن مسعود وسمرة بن جندب (ض) (١)، وهو ما يقتضيه العقل، لأن صلاة العصر هي في وسط النهار بين الظهر والمغرب.

٩ - تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ٢٨٤].

ظاهر الآية أن الإنسان يحاسب بما تحدث به نفسه ولا يدري ما يغفر منه وما لا يغفر منه، ولا شك أن الإنسان إذا حوسب بما يخطر على باله من الأحاديث والوساوس يشق عليه ذلك وتضيق عليه الحياة. قال علي وابن عباس (ض): نسختها الآية التي بعدها وهي قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (٢) وهذا هو رأي ابن عمر (ض) (٣).

١٠ - أما عائشة (ض) فإنها لما سئلت عن تفسير هذه الآية وكذلك قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣] فقالت: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذه معاتبة الله العبد فيما يصيبه من الحمى والنكبة، حتى البضاعة يضعها في كام قميصه فيفقدها فيفزع لها، حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير (٤).

هذا وقد روي عن عائشة (ض) تفسير الآيات الأخرى كذلك، إلا أننا


= وصلاة العصر - قُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} قالت عائشة: سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، (كتاب المساجد ومواضع الصلاة برقم ٦٢٩، كما أخرجه الترمذي في سننه كتاب تفسير القرآن برقم ٢٩٨٢ والنسائي في سننه كتاب الصلاة برقم ٤٧٢ وأبو داود في سننه كتاب الصلاة برقم ٤١٠).
(١) أخرج الإمام الترمذي في سننه كتاب التفسير أقوال هؤلاء العلماء:
حديث سمرة بن جندب برقم ٢٩٨٣ وحديث ابن مسعود (ض) برقم ٢٩٨٥ وحديث علي (ض) برقم ٢٩٨٤.
(٢) أخرج الترمذي في سننه كتاب التفسير قول ابن عباس (ض) برقم ٢٩٩٢ وقول علي (ض) برقم ٢٩٩٠.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير برقم ٤٥٤٥ وكذلك ٤٥٤٦.
(٤) أخرجه الترمذي في سننه كتاب التفسير برقم ٢٩٩١، وكذلك الإمام أحمد في مسنده.

<<  <   >  >>