للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اقتصرنا على هذا القدر، وتفسير هذه الآيات بالذات لأن لها رأيا خاصا ووجهة نظر منفردة فيها، أما تفاسير الآيات الأخرى فليس هناك وجهة نظر خاصة ملموسة لها من بين عامة الصحابة، وسوف يتضح لنا مدى عمق اطلاعها وسعة علمها ومعرفتها العالية في مجال علوم القرآن بآرائها الحديثية والفقهية والكلامية، والتي سوف نتطرق إليها لاحقا إن شاء الله. القراءات الشاذة المروية عن عائشة (١):

وقد رويت عن عائشة (ض) بعض القراءات الشاذة ومنها:

١ - (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر)، يقول أبو يونس مولى عائشة: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا، وقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني، {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} فلما بلغتها آذنتها فأملت علي (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) قالت عائشة: سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢)، فقولها: (وصلاة العصر) غير موجود في أصل القرآن.

والواقع أن عائشة (ض) لم تقصد زيادة (وصلاة العصر) في أصل القرآن الكريم، وإنما كان غرضها من ذلك هو بيان تفسير الصلاة الوسطى فقط (٣)، إلا أن الراوي أساء فهم قولها.


(١) القراءات الشاذة: لمعرفة القراءات الشاذة لا بد من معرفة ضابط القراءة الصحيحة، وفي هذا يقول الشيخ ابن الجزري: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز
ردها ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها ... قال: ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة، أطلق عليها:
ضعيفة أو شاذة أو باطلة.
انظر للتفصيل: النشر في القراءات العشر، لابن الجزري ١/ ٩ ط: دار الكتب العلمية بيروت.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساجد ومواضع الصلاة برقم ٦٢٩، والترمذي في سننه برقم ٢٩٨٢ كتاب التفسير، والنسائي في سننه كتاب الصلاة برقم ٤٧٢، وأبو داود في سننه كتاب الصلاة برقم ٤١٠.
(٣) وهو ما اصطلح عليه باسم القراءة التفسيرية (الناشر).

<<  <   >  >>