للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - روي عنها في باب الرضاعة أنها قالت: ((كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهن فيما يقرأ من القرآن)) (١) لكن لا توجد آية في القرآن باتفاق العلماء تدل على خمس رضعات، ولو صحت نسبة هذا الحديث إلى عائشة (ض)، فلعله وهم منها، أو أنها قصدت أن خمس رضعات كانت سابقا، أما القول بوجود هذا الحكم في القرآن الكريم فليس بصحيح، ويمكن أن الراوي أساء الفهم (٢).

...


(١) صحيح الإمام مسلم كتاب الرضاع برقم ١٤٥٢، وسنن الترمذي كتاب الرضاع برقم ١١٥٠، وسنن النسائي كتاب النكاح برقم ٣٣٠٧.
(٢) وقد روى بعض العلماء عن عائشة (ض) قولها: ((لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا، ولقد كان في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها)) (أخرجه ابن ماجه في سننه باب رضاع الكبير برقم ١٩٤٤، والدارقطني في سننه ١٧٩/ ٤، والطبراني في الأوسط ١٢/ ١٨ برقم ٧٨٠٥، وأبو يعلى في مسنده ٨/ ٦٤ برقم ٤٥٨٨، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ٣١٠/ ١، والإمام ابن حزم في المحلى٢٣٦/ ١١) وهذا باطل، لأنه لم يثبت نزول أي آية في مرض موته - صلى الله عليه وسلم - بإجماع العلماء، ولو قلنا إنها نزلت قبل مرض الموت فكان من المفروض أن تكون محفوظة عند كتاب الوحي، وحفظها عامة المسلمين، لا أن تكون تحت سريرها.
وراوي الحديث هو محمد بن إسحاق، وهو ضعيف في باب الأحاديث والأحكام عند العلماء، أما حديث خمس رضعات فموجود في صحيح الإمام مسلم والموطأ وغيرهما من كتب الأحاديث الصحيحة، لكنهم لم يتطرقوا إلى قصة أكل الداجن هذه الصحيفة، فدل على أنه زيادة من أحد الرواة. والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>