ومن هؤلاء المستفيدين والمسترشدين من ضمتهم السيدة أم المؤمنين (ض) إليها وربتهم في حجرها، وعلمتهم وشرفتهم بالتلقي منها، فصنع الله منهم على يدها حفظة الإسلام ونقلة السنة النبوية إلى الأجيال اللاحقة بعد جيل الصحابة والتابعين، وكان هؤلاء أقرب إلى السيدة من الآخرين، فيعتبرون من حملة علومها ومعارفها بكل معنى الكلمة، وهم:
١ - عروة بن الزبير: أبو عبد الله القرشي (ض)، أمه أسماء بنت أبي بكر، كان ابن أخت عائشة (ض) ومن أحب الناس إليها، تربى في حضنها، من كبار علماء المدينة، ولد في آخر خلافة عمر (ض) سنة ٢٣هـ، تفقه على أم المؤمنين عائشة (ض)، وحمل علمها وكثيرا من شمائلها، لا يدانيه فيها أحد من أقرانه، حتى كان يقول: لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج أو خمس حجج وأنا أقول: لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد