للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرقم؟ قالت: نعم، قالت: فإني بعته جارية إلى عطائه بثمانمئة نسيئة، وإنه أراد بيعها فاشتريتها منه بستمئة نقدا، فقالت لها: بئس ما اشتريت وبئس ما اشترى، أبلغي زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن لم يتب)) (١).

ودخلت نسوة من أهل الشام على عائشة (ض) فقالت: أنتن اللاتي تدخلن الحمامات؟ قال رسول الله ((ما من امرأة وضعت ثيابها خارج بيتها إلا هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجلا)) (٢). وقد كانت عائشة أم المؤمنين (ض) مأوى لمئات الآلاف من القلوب المسلمة، ولا سيما في موسم الحج حيث تحيط بها النسوة، وهي تمشي أمامهن مثل الإمام والقائد، وأثناء هذا المشي تقوم بأداء واجب الدعوة والإرشاد والإفتاء بكل دقة وبراعة. تقول ذفرة: كنت أمشي مع عائشة في نسوة بين الصفا والمروة، فرأيت امرأة عليها خميصة فيها صلب، فقالت لها عائشة: انزعي هذا من ثوبك، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رآه في ثوب قضبه (٣). وكانت تمنع التحلي بالحلي التي يطلع منها الصوت، وكذلك أصوات الجرس، تقول بنانة مولاة عبد الرحمن بن حبان الأنصاري عن عائشة أم المؤمنين قالت: بينما هي عندها إذ دخل عليها بجارية عليها جلاجل يصوتن، فقالت: لا تدخلوها علي إلا أن تقطعوا جلاجلها، فسألتها بنانة عن ذلك فقالت: ((سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس ولا تصحب رفقة فيها جرس)) (٤). ودخلت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر على عائشة، وعلى حفصة خمار رقيق ((فشقته عائشة وكستها خمارا كثيفا)) (٥). وإن مكاتبا لأم المؤمنين دخل عليها ببقية مكاتبته، فقالت له: ادخل


(١) سنن البيهقي الكبرى ٥/ ٣٣٠ برقم ١٠٥٨٠.
(٢) مسند الإمام أحمد ١٧٣/ ٦ برقم ٢٥٤٤٦.
(٣) مسند الإمام أحمد ٦/ ٢٢٥ برقم ٢٥٩٢٣ و ٦/ ١٤٠ برقم ٢٥١٣٤.
(٤) مسند الإمام أحمد ٢٤٢/ ٦ برقم ٢٦٠٩٤، وكذلك أخرجه أبو داود في سننه باب ما جاء في الجلاجل رقم ٤٢٣١، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب ٤/ ٤٠ برقم ٤٧١٨.
(٥) موطأ الإمام مالك باب ما يكره للنساء لبسه من الثياب برقم ١٦٢٥، والبيهقي في السنن الكبرى ٢٣٥/ ٢ رقم ٣٠٨٢.

<<  <   >  >>