للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرض الحجرة ست أو سبع أذرع، جدارها من الطين، وسقفها من جريد النخل، قصير حيث يناله كل من يقف، مغشاة من خارج بمسوح الشعر، لكي تكون وقاية من المطر، ولم يكن للباب مصراعان وإنما مصراع واحد من عرعر أو ساج (١)، إلا أنه لم يغلق على أحد ليوم واحد طوال الحياة.

وكان في جنب الحجرة مشربة أقام فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - شهرا كاملا زمن الإيلاء (٢)، وكان جهاز بيت النبى - صلى الله عليه وسلم - وأثاث حجرته محتويا على سرير وحصير، ووسادة من أدم حشوها ليف، وأهب معلقة، وقربة، وإداوة للماء والتمر، وقصعة لشرب الماء (٣).

ومما لا شك فيه أن مسكن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان منبعا للأنوار الربانية، ومنهلا للفيوض النبوية إلا أنه كان خاليا من المصابيح الدنيوية، فلم يكن هناك سراج ولا مصباح يضيئ البيت وينوره بالنور والضياء الظاهري (٤)، تقول عائشة (ض): ((كان يأتي علينا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعون ليلة ما يوقذ في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصباح ولا غيره)) (٥).

هذا ولم يكن في البيت أحد غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعائشة (ض)، وبعد فترة جاءت جارية (بريرة (ض)) اشترتها عائشة (ض) واشترطت أن يكون ولاؤها


(١) يراجع: الأدب المفرد للبخاري باب البناء ٢٧٢/ ١ برقم ٧٧٦، والطبقات الكبرى لابن سعد، وخلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي الباب الرابع الفصل الرابع، ووفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ١/ ٤٥٨.
(٢) سبق تخريج حديث الإيلاء، انظر: صحيح البخاري برقم ٢٤٦٨.
(٣) انظر: صحيح البخاري بأرقام ٤٩١٣، ٢٤٦٨، ٥٣٨٨، ٩٠٥.
(٤) تقول عائشة (ض): كنت أنام بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلاي في قبلته فإذا سجد
غمزني فقبضت رجلي، فإذا قام بسطتهما، قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة برقم ٥١٣، ومسلم في صحيحه كتاب الصلاة برقم ٥١٢، والنسائي في سننه كتاب الطهارة رقم ١٦٨، ومالك في الموطأ كتاب النداء للصلاة برقم ٢٥٨.
(٥) أخرجه الطيالسي في مسنده ص ٢٠٧ رقم ١٤٧٢، كما أخرجه إسحاق بن راهويه ٢/ ٣٣٥ رقم ٨٩١.

<<  <   >  >>