للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لها (١). وفي بداية الأمر حينما لم تكن من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا سودة وعائشة، كان - صلى الله عليه وسلم - يبيت عند عائشة ليلة بعد ليلة، ولما تشرفت الأزواج المطهرات الأخريات بهذا الشرف، وأكرمهن الله تعالى به، وكبرت سودة (ض) جعلت يومها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم لعائشة يومين من تسعة أيام، يومها ويوم سودة (٢).

ولم يكن هناك اهتمام كبير بأمور البيت، ولم تعد لديهم حاجة إلى ذلك، وقلما يوقد في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نار، تحكي لنا عائشة (ض) حياتها اليومية ومعيشتها فتقول: ((ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله عز وجل)) (٣)، وكانت تقول: ((ليأتي على آل محمد - صلى الله عليه وسلم - الشهر ما يختبزون خبزا ولا يطبخون قدرا) وفي رواية: ((لقد كان يأتي على آل محمد - صلى الله عليه وسلم - الشهر، ما يرى في بيت من بيوته الدخان)) (٤)، ((كانوا يعيشون على التمر والماء)) (٥).


(١) انظر: صحيح البخاري كتاب الصلاة برقم ٤٥٦، كتاب البيع بأرقام ٢١٥٥، ٢١٥٦، ٢١٦٨، كتاب الهبة رقم ٢٥٧٨، كتاب العتق برقم ٢٥٦٣، كتاب الشهادات برقم ٢٦٣٧، ٢٦٦١، كتاب الشروط رقم ٢٧١٧، وصحيح الإمام مسلم كتاب العتق
برقم ١٥٠٤.
(٢) تنظر الأحاديث الواردة في هذا السياق في:
صحيح البخاري كتاب الهبة برقم ٢٥٩٤ و٢٦٨٨، كتاب الشهادات، كتاب النكاح برقم ٥٢١٢، وصحيح مسلم كتاب الرضاع برقم ١٦٦٣، وسنن أبي داود كتاب النكاح برقم ٢١٣٨.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأطعمة رقم ٥٤٢٣، ومسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقائق برقم ٢٩٧٠، وسنن النسائي كتاب الضحايا رقم ٤٤٣٢، وابن ماجه في سننه كتاب الأطعمة برقم ٣٣٤٤.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢١٧/ ٦ برقم ٢٥٨٦٧ و٢٣٧/ ٦ برقم ٢٦٠٤٦، والطيالسي في مسنده ص ٢٠٧، وقد ورد في صحيح البخاري كلمة ((الشهر)) كتاب الرقاق رقم ٦٤٥٨.
(٥) تقول عائشة (ض): كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارا، إنما هو التمر والماء ... الحديث. كتاب الرقاق من صحيح البخاري برقم ٦٤٥٨، وفي رواية: قالت ردا على سؤال عروة ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء. (كتاب الرقاق برقم =

<<  <   >  >>