للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اجعليه فضة وصفريه بشيء من زعفران)) (١).

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - دائما يعلم أهله الخلق الحسن ويربيهم على الصفات الفاضلة والأخلاق الطيبة النبيلة، وقد سبق أن ذكرنا بعض الأمثلة على ذلك، وها هي أم المؤمنين عائشة (ض) تحكي لنا قصة شاة أكلت رغيفها، فماذا كان تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - لها، تقول: إنه كانت ليلتي معه، فطحنت شيئا من شعير فجعلت له قرصا، فدخل فرد الباب، وكان إذا أراد أن ينام أغلق الباب وأوكأ القربة وأكفأ القدح وأطفأ المصباح، فانتظرته أن ينصرف فأطعمه القرص، فلم ينصرف حتى غلبني النوم، وأوجعه البرد فأتاني فأقامني ثم قال: أدفئيتي أدفئيتي، فقلت له: إني حائض، فقال: وأن اكشفي عن فخذيك، فكشفت له عن فخذي، فوضع خذه ورأسه على فخذي حتى دفئ، فأقبلت شاة لجارتنا داجنة، فدخلت ثم عمدت إلى القرص فأخذته، ثم أدبرت به، قالت: وقلقت عنه واستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبادرتها إلى الباب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خذي ما أدركت من قرصك ولا تؤذي جارك في شاته)) (٢).

وكان العرب قد تعودوا على أكل الضب، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكرهه، فأهدي إليه لحمه ذات مرة فلم يأكله فقالت عائشة (ض): ألا نطعمه المساكين؟ قال: لا تطعموهم مما لا تأكلون (٣).

...


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢٢٨/ ٦ رقم ٢٥٩٥٣.
(٢) أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد ٥٤/ ١ رقم ١٢٠ وقال: ضعيف الإسناد.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٦/ ١٤٣ برقم ٢٥١٥٣ و١٢٣/ ٦ برقم ٢٤٩٦١، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١١٣/ ٣ باب فيمن تصدق بما يكره، والبيهقي في السنن الكبرى ٣٢٥/ ٩ برقم ١٩٢٠٨، والطبراني في المعجم الأوسط ٢١٣/ ٥ رقم ٥١١٦.

<<  <   >  >>