فقاتل نفسه لا يزال يعذب في جهنم بما قتل نفسه به , ومن تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في جبل في نار جهنم ويعذب فيه خالداً مخلداً فيها أبداً - نسأل الله العافية والسلامة.
فهذه جريمة عظيمة ينبغي أن يكون الناس على حذر منها.
ولكن قاتل النفس يبقى مسلماً فالصلاة عليه واجبة كبقية المسلمين , ولكن - كما ذكرنا في الغال - من كان إماماً أو رجلاً صالحاً معروفاً بين الناس وله مكانة في نفوس الناس , فهذا يشرع له أن يترك الصلاة على هذا الشخص كي يكون ذلك رادعاً لغيره.
قال المؤلف رحمه الله:(والكافرِ)
أي ولا تجوز الصلاة على الكافر , فالصلاة عليه غير مشروعة , إذ لا تشرع إلا على المسلم فقط , قال الله تبارك وتعالى:{ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره} , فهذا نهي من الله تبارك وتعالى عن الصلاة على غير المسلم، وكذلك الترحم عليه والاستغفار له محرم أيضاً لقوله تعالى:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} , فالكافر لا يجوز الاستغفار له ولا الترحم عليه بنص هذه الآية , ولا يجوز أيضاً أن نصلي عليه، فالصلاة عليه فيها استغفار وترحم على الكافر، والكافر لا يجوز الترحم عليه ولا الاستغفار له.
وأما اليوم فهناك تجاوزات شديدة جداً في هذه المسائل، نسأل الله عز وجل السلامة والعافية.