فمن أدرك ركعة من الصلاة في الوقت فقد أدركها بدلالة هذا الحديث.
وقال - رحمه الله -: (والتوقيتُ واجبٌ)
وقد بيّنا ذلك في بداية كتاب الصلاة، فأداء الصلاة يجب أن يكون في وقتها الذي وقّته الله سبحانه لها.
قال:(والجمعُ لِعُذْرٍ جائزٌ)
الجمع بين الصلاتين هو أن تصلي الصلاتين في وقت واحدة منهما، كأن تصلي الظهر والعصر في وقت الظهر، وهذا يسمى جمع تقديم، أو تصلي الظهر والعصر في وقت العصر فيسمى جمع تأخير.
ولا يكون الجمع إلا بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء، وهذا الجمع الذي ذكرناه هو الجمع الحقيقي.
وهناك جمع عند بعض أهل العلم اسمه الجمع الصوري، أي صورته صورة جمع، ولكن حقيقته ليس بجمع، وذلك بأن تأخر الظهر إلى آخر وقتها وتقدم العصر إلى أول وقتها، وكذلك تفعل في المغرب والعشاء.
وحقيقة هذا ليس جمعاً ولا يصح أن تحمل عليه أحاديث الجمع.
والجمع يجوز لعذر السفر والمرض والمطر، وما كان مثلها من الأعذار، لأحاديث وردت تدل على جواز الجمع.
منها، حديث ابن عباس في الصحيح، ولفظه:«صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر»، قال ابن عباس:«أراد ألا يحرج أحداً من أمته»(١).
وفي رواية عند مسلم:«جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر».
(١) أخرجه البخاري (٥٤٣)، ومسلم (٧٠٥) عن ابن عباس - رضي الله عنه - واللفظ لمسلم.