الكعبةُ بيتَ الله، وبيتَ المثوبة، وبيتَ الأَمن، وهي بيتُ الأَوْثان؟
! وقد بُنيتْ أَولَ الأَمْرِ لعبادِةِ كوكبِ زُحَل؟
! وكان كلُّ مَن استولى عليَها يقهَرُ أَهْلَها، ليمارسوا شعائِرَ مذهبه! وفي أَيامِ محمدٍ كان في الكعبةِ ثلاثمئَةٍ وستون صَنَماً، لكلّ حيٍّ من أَحياءِ العرب صَنم! وقد شَدُّوا أَقدامَها بالرصاص فجاءَ محمدٌ ومعه قَضيب، وجعلَ يَهوي به على كلِّ صنَم منها، فيسقطُ الصنمُ إِلى الأَرض، وهو يقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ".
من أَينَ جاءَ المفترِي بكذبتِه الكُبرى، من أَنَّ الكعبةَ بُنيتْ لعبادةِ زُحَل
أَوَّلاً؟ !
لقد بُنيتِ الكعبةُ لعبادةِ الله، لا لتكونَ بيتاً للأصنام، ودَعا بانيها الأَولُ
إِبراهيمُ - صلى الله عليه وسلم - الله أَنْ يجعلَ مكةَ كلَّها آمنة، لأَنها بَلَدُ الكعبة، وسأَلَه أَنْ يُبعدَ عن بنيه عبادةَ الأَصنام.
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (٣٥) .
ويتوقَّحُ المفْتري فيُكَذِّبُ كلامَ اللهِ تكذيباً صريحاً.
فاللهُ يقول: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ..
والفاجر يُكَذِّبُ ذلك قائلاً: " كيفَ تكونُ الكعبةُ بيتَ الله، وبيتَ المثوبة، وبيتَ الأَمن، وهي بيتُ الأَوثان، وقد بنيتْ أَوَّلَ الأَمْرِ لعبادةِ كوكبِ زُحَل؟! ".
إِننا نؤمنُ بكلام اللهِ ونُصَدقُه ونثقُ به، ونكفرُ بكلِّ كلامٍ يُكَذِّبُه ويتناقَضُ
معه، فالكعَبةُ هي أَولُ بيتٍ وُضِعَ لعبادةِ اللهِ في الأَرض، والذي بناها هو
إِبراهيمُ وإسماعيلُ - صلى الله عليهما وسلم -، وجَعَلها اللهُ مثابةً للناسِ وأَمْناً، وبقيَتْ خالصةً لعبادةِ اللهِ وحْدَه عِدةَ قُرون، وحَوْلَها المؤمنون العابدون لله ...
ثم طَرَأَ عليها الشركُ بالله، وأُدخلتْ فيها الأَصنام، وكانَ أَوَّلَ مَنْ أَدْخَلَ
الأَصنامَ إِليها هو " سالمُ بن عمرو الخزاعي "، وكانَ زعيمَ أَهْلِ مكة، وتَوَجَّهَ
إِلى البلقاءِ في الشامِ للعلاج، وأَقامَ في " رَبَّةِ عَمّون " - مدينة عمان حالياً - فترة من الزمن، ورأى فيها تماثيلَ وأَصناماً جميلة، أَعجبَه منظرُها، فحملها معه إِلى مكة، وَوَضعَها في الكعبة، ودَعا قومَه إِلى عبادتِها فاستَجابوا له.
وكان هذا بعدَ عِدة قُرونٍ من وفاةِ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ - صلى الله عليهما وسلم.