وبهذا نعرفُ جَهلَ الفادي المفترِي بأَحكامِ الناسخِ والمنسوخ، ومع ذلك
يَدَّعي وقوفَه على الأَسبابِ الحقيقيةِ للناسخِ والمنسوخ، والأَسبابُ التي عَرَضَها هي في مخيَّلتِه المريضة، وهدفُه منها التهكمُ على الإِسلام، واتهامُ القرآن، وإِدانَةُ الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ومعظمُ الأَمثلةِ التي ذكَرَها وحَلَّلَها لا نسخَ فيها!.
***
[حول الكلام المتشابه في القرآن]
اعترضَ الفادي المفترِي على وُجودِ الكلامِ المتشابهِ في القرآن، واعْتَبره
نَقصاً في إِحكامِ القرآنِ وبلاغَتِه، وأَنَّ المسلمَ يُلغي عَقْلَه أَمامَه ويُسَلِّمُ به تسليماً أَعمى.
قالَ: " جاءَ في سورةِ آل عمران: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) .
اعترفَ القرآنُ أَنَّ به آياتٍ مُحْكَمات، لا تَقبلُ الصرفَ عن ظاهرها، ولا الذهابَ في محتملاتِها مذاهبَ شَتّى..
كما قالَ: إِنَّ به آياتٍ متشابهات، لا يَتضحُ مَعْناها، لأَنها مجملة، أَو غيرُ موافقةٍ للظاهرِ إِلّا بتدقيقِ الفِكْر، وما يَعْلمُ تَأْويلَها إِلّا الله.
وإِنَّ على أَشَدِّ الناسِ رسوخاً في العلمِ أَنْ يُسَلِّموا بها تَسليماً أَعمى.
ونحنُ نسألُ: أَليسَ وجودُ هذه المتشابهاتِ نَقْصاً في البلاغةِ والإِحكام؟
فكيفَ نتأكدُ ممَّا لا يَعلمُ تأويلَه إِلّا الله؟.
قالَ الإِنجيل: " امْتَحِنوا كُلَّ شيء، تَمَسَّكُوا بالحَسَن ".
فهل يَحتملُ القرآنُ الامتحان؟ ".
آياتُ القرآن نوعان: آياتٌ محكَمات، وآياتٌ متشابهات.
قالَ تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)