أَما إِنكارُ الفادي المفترِي لهذه الآية، لعدمِ ذِكْرِها في التوارة، فهو
مردودٌ عليه، لأَنَّ القرآنَ أَضافَ كثيراً على المذكورِ في الكتابِ المقَدَّسِ فيما
يتعلَّقُ بقَصَصِ الأَنبياء، وهذا مَعناهُ أَنَّهُ لا يَجوزُ إِنكارُ الخَبَر الذي ذَكَرَهُ القرآن إِذا لم يَذْكُرْهُ الكتابُ المقَدَّس، فذِكْرُه في القرآنِ كافٍ لقَبولِه!.
***
[حول نوم أصحاب الكهف]
ذَكَرَ اللهُ قصةَ أَصحابِ الكهفِ في ثماني عشرةَ آيةً من سورةِ الكهف،
وقد سَجَّلَ الفادي المفترِي آياتِ القصة، ثم اعترضَ عليها بقولِه: " ونحنُ
نسأل: كيفَ يَتسَنّى لسبعةِ غِلمانٍ وكلبِهم أَنْ يَعيشوا ثلاثمئةٍ وتسعَ سنين، بدونِ أَكْلِ ولا شُربٍ ولا مَشْيِ ولا تَبَوُّلٍ ولا تَبَرُّز، تحسبُهم أَيقاظاً وهم رُقود، يتقلًّبونَ ذاتَ اليمينِ وذاتً الشّمال، وكلبُهم باسط ذراعيه بفناء المغارة؟
وما هو الدرسُ المستفادُ من هذه القصةِ لنا اليوم؟ ".
يَنظرُ المفترِي للمعجزاتِ المذكورةِ في القرآن نظرةً ماديَّةً دائماً، ويَقيسُها
بالأُمور العاديّة المألوفة للناس، وبما أَنها لا تُقاسُ بها لأَنها معجزات، لذلك
يُنكرُ وُقوعَها ويُكذِّبُ بها، وبما أَنَّ القرآنَ ذَكَرَها، لذلك يُخَطِّئُ القرآنَ
ويَعترضُ عليه، ويتهمُه بذكْر أَشياءَ لم تَحْدُث، وعَرْضِ أُمورٍ لا يُصَدّقُها العقل!
أَما المعجزاتُ المذكورةُ في كتابِه المقَدّس فإِنه يؤمنُ بها، مع أَنها لا تُقاسُ
بالأمور العادية! فلماذا يَكيلُ المفْتَري بمكيالَين، وَيُصَدِّقُ المذكورَ في كتابِه
المقدس، ويُكَذِّبُه إِذا ذُكِرَ في القرآن؟
مع أَن الموضوعَ فيها واحد!!
إِنه التحاملُ على القرآن!.
ذَكَر القرآنُ قصةَ أصحابِ الكهف الذينَ جعلَهم الله آيةً وعبرة، وأَكرمَهم