للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلامُ الفادي مردود، ونحنُ نؤمنُ بأَنَّ عذابَ القبرِ حَقّ، لأَنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - أَخبرَ بذلك، وإِذا صَحَّ الحديثُ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَبَ الأَخْذُ به، والإِيمانُ بما وَرَدَ فيه.

***

[حول ناقة صالح - عليه السلام -]

لما بَعَثَ اللهُ صالِحاً - عليه السلام - رسولاً إِلى قومِ ثَمودَ آتاهُ الناقةَ آية، وطَلَبَ منهم أَنْ لا يَمَسّوها بسوء، لكنَهم لم يَستجيبوا له، ولما عَقَروها وَقَعَ بهم العَذاب..

قال تعالى: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٣) .

ولما أَرادَ الفادي أَنْ يتعرفَ على قصةِ الناقةِ ذَهَبَ إِلى المفسّرين

المولَعين بذكْرِ التفاصيلِ المستمدَّةِ من الإِسرائيليات، والتي لا دليلَ عليها من

الكتابِ والسُّنَّة، وأَخَذَ منهم تلك التفاصيل، ثم رَدَّها وأَنكَرَها، بحجَّةِ مخالفتِها للعلمِ والعَقْل، وحَمَّلَها للقرآن، وخَطَّأَه بسببها، مع أَنَّ القرآنَ لم يَقُلْ بها!.

زَعَمَ هؤلاءِ أَنَّ قومَ ثمودَ طَلَبوا من صالحٍ - عليه السلام - آية، فأَخْرَجَ لهم ناقَةً من الصَّخرة، وأَخرجَ من الصخرةِ ابنَها، فآمَنَ به بعضُهم وكَفَرَ به آخرون، وكانت الناقةُ تُخيفُ أَنعامَهم، وتَشربُ ماءَهم، وهم في المقابلِ يَشْرَبون لَبَنَها، فاتَّفَقوا على قَتْلِها واقتسام لَحْمها، ولما قَتَلوها أَخْفَت الأَرضُ داخلَها ابنَها، وبعدَ ثلاثةِ أَيام وَقَعَ بهم العذابُ، وأَنْجى اللهُ صالحاً - عليه السلام - إِلى فلسطين.

وعَلَّقَ الفادي على ذلكَ بقوله: " هل من المعقولِ أَنَّ الصخرةَ تَلِدُ ناقة؟

وأَنَّ الناقةَ تَشربُ كُلَّ البئر، وتُطعمُ كُلَّ المدينة؟

وهل من المعقولِ أَنه عندما تتسبَّبُ الناقةُ في أَذِيَّة المدينة بَطرْدِ الأَنعامِ شِتاءً وصَيفاً، فيذبَحُها الناس،

<<  <  ج: ص:  >  >>