للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى - صلى الله عليه وسلم - يقولُ لبني إِسرائيل: (أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) ..

وعيسى - صلى الله عليه وسلم - يقولُ لبني إِسرائيل: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) .

فكلُّ واحدٍ منهما رسالتُه خاصَةٌ بهم.

وتحوَّلَت " النصرانيةُ " إِلى رسالةٍ عالميةٍ بعدَ رفْع عيسى - صلى الله عليه وسلم -، وهذا خلاف طبيعتِها التي جاءَ بها عيسى - صلى الله عليه وسلم - إِلى بني إِسرائَيل.

ويَختمُ الفادي المفترِي كلامَه بنفْيِ نبوةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وذلك في قوله: " فلو كانَتْ لهذه الأُمم أَنبياءُ منها وإِليها، لجازَ أَنْ يكونَ للعرب رسولٌ منهم ".

ومعنى كلامِه هنا أَنَّ اللهَ لم يَبعثْ للعربِ رسولاً منهم، لأَنًّ كُلَّ الأَنبياءِ في

العالَمِ كانوا من بني إِسرائيلَ حسب ادِّعائِه!!.

وقد امْتَنَّ اللهُ على العَرَبِ بأَنْ بَعَثَ منهم محمداً - صلى الله عليه وسلم - رسولاً، وذلك في آياتٍ عديدة، منها قولُه تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢) .

ورغْمَ أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - من العربِ إِلَّا أَنَّ رسالتَه ليستْ للعربِ فقط، وإِنما هو رسولٌ للعالَمين.

وقد قَرَّرَتْ هذه الحقيقةَ آياتٌ عديدة " منها قولُه تعالى:

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧) .

ومنها قولُه تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٨) .

***

[هل أشرك آدم وحواء بالله؟]

نَسَبَ الفادي للقرآنِ قولَه بأَنَّ آدمَ وحواءَ أَشركا بالله، وزَعَمَ أَنَّ هذا وَرَدَ

في قولِه تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>