ونحنُ لا يُهِمُّنا ما - فعلَه المسلمون في تاريخِهم، ولا نقرُّهم على
مخالفتِهم توجيهات القرآن، ونعترفُ أَنَّ كثيراً منهم لم يلتزموا بالقرآن، في
تحدِيدِ صِلاتهِم وارتباطاتِهم بغيرِهم، فمِنهم مَن استعانَ بالنَّصارى المحارِبين،
ومنهم مَنْ تحالَفوا مع الأَعداءِ ضدَّ إِخوانِهم المسلمين، وقاتَلوا إِخوانَهم
المسلمين بهم!!
وهذه التصرفاتُ كلُّها مخالِفَة للإِسلام، نرفضها وننكرُها، في الوقتِ الذي يعتزُّ بها الفادي المفترِي؛ لأَنها مظهر من مظاهرِ مخالفةِ المسلمين لدينِهم!.
إِنَّ الآيةَ التي اعترض عليها الفادي المفترِي تتحدَّثُ عن كُفارٍ أَعداءٍ
للمسلمين، محاربين لهم، حَريصين على رِدَّتِهم عن إِسلامِهم، وبسببِ هذه
المعاداةِ فإِنَّ الآيةَ تدعو المسلمين إِلى الحَذَرِ والانتباه، وعدمِ موالاةِ هؤلاء
الأعداءِ، وعدم الاستنصارِ بهم، إِذ كيفَ يُوالونَ مَنْ هذه صِفَتُهم وكيفَ يَطلبونَ النصرةَ من الحريصين على إِضعافِهم وردَّتِهم؟
ولماذا يعترضُ المفترِي على هذه الدعوةِ القرآنية؟!.
***
حول انتشار الإسلامِ في العالم
وقفَ الفادي أَمامَ سورةِ النصر، التي تُبَشَرُ بنصْرِ الإِسلامِ وانتشارِه؟
قال تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣) .
واعترضَ الفادي على السورة، واعتبرَ انتشارَ الإِسلامِ ليسَ فَضلاً من الله،
ولا دليلاً على أَنه من عندِ الله، ولذلك عَلَّقَ على ذلك قائلاً: " ونحنُ نسأل: إِذا كانَ من المعلومِ أَنَّ الناسَ بطبيعتِهم مُقَلِّدون، وأَنَّ تَأَثُّرَ الجماعاتِ والقبائل بَعضهم من بعض، قادَ العربَ وغيرَهم للدُّخول في الإِسلام ...
واعتبرَ المسلمونَ أَنَّ هذا تيسيرٌ من الله لم يَخطرْ على بال أَحَد، وأَنَ هذا شهادةٌ للإِسلام ...