٣ - كانَ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - يتمنّى أَنْ تَتَحَوَّلَ القبلةُ عن بيتِ المقدسِ إِلى الكعبة، لكنه كان متأدِّباً مع الله، فلم يَطْلُبْ منه ذلك، وإِنما كان يُقَلِّبُ وجهه في السماء، متمنِّياً أَنْ ينزل جبريلُ بالتوجُّهِ إِلى القبلةِ الجديدة: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ... ) .
٤ - تُصرحُ الآياتُ بأَنَّ اللهَ هو الذي وَلّى رسولَه - صلى الله عليه وسلم - إِلى القبلةِ الجديدة:
(فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) .
إِنَّ هذه التعبيراتِ الصريحةَ تُبَيِّنُ كَذِبَ وسَفَهَ الفادي المفترِي في اعتراضه
على تحويلِ القبلة، وتحليلِه المتهافتِ لذلك التحويل!.
***
[اعتراض على الصلوات الخمس]
أَمَرَ اللهُ المسلمينَ أَنْ يُصلّوا خمسَ صَلواتٍ في اليومِ واللَّيلة، وحَثَّهم
على المحافظةِ عليها في القرآنِ.
قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨) .
والصلاةُ الوسْطى المذكورةُ في الآيةِ هي صَلاةُ العصر، لِما وَرَدَ في ذلك
عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.
واعترضَ الفادي الجاهلُ على تكليفِ المسلمينَ بالصلواتِ الخمس.
قال: " ونَحنُ نَسْأَل: ما فائدةُ الصلواتِ المتكررةِ يوميّاً خمسَ مَرّات، وأُسبوعيّاً وشهريّاً وسنويّاً، وإِلى ما شاءَ اللهُ في الحياة، بدونِ زيادةٍ ولا نُقصان؟
إنَّ الصلاةَ تَعبيرٌ متجددٌ لمشاعرِ الإِنسانِ نحوَ الله.
قال المسيح: وحينَما تُصلّونَ لا تُكَرِّروا الكلامَ باطلاً كالأُمم، فإِنهم يَظُنُّونَ أَنه بكثرةِ كلامِهم يُستجابُ لهم، فلا تَتَشَبَّهوا بهم ".
إِنَّ هذا الجاهلَ يَرى أَنه لا فائدةَ من أَداءِ خَمْسِ صلواتٍ يوميّاً، حتى