بعدَ هذا التيانِ نَعرفُ سخافةَ وغباءَ الفادي الجاهلِ في اعتراضِه على
حديثِ القرآنِ عن الجن، وفي أَسئلتِه التشكيكيةِ التي أَثارَها حولَ الجِنّ وموسى وعيسى - عليهما السلام -، والجنِّ والتوراةِ والزبورِ والإِنجيل!! فلم يكونوا مكَلَّفين بالإِيمانِ بموسى وعيسى - عليهما السلام -، ولا الإِيمانِ بالكتبِ السابقةِ كالتوراةِ والإِنجيل، لأَنهم مأمورونَ بالإِيمانِ بالقرآنِ فقط.
وحديثُهم عن التوراةِ النازلةِ على موسى - عليه السلام - لا غَرابةَ فيه، وهو الذي أَشارَ له قولُه تعالى:(قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) .
فرغْمَ أَنَّ الجنَّ لم يكونوا مكَلَّفين بالتوراةِ وبموسى - عليه السلام -، إِلّا أَنهم كانوا يَعرفونَ أَنَّ اللهَ بعثَ موسى - عليه السلام - رسولاً، وأَنزلَ عليه التوراةَ، لأَنَّ الجنَّ يعلمونَ أَخبارَ الإِنسِ وأَحوالَهم، وأَخبرَهم رسلُهم من الجنِّ بهذه الأَخبارِ عن موسى والتوراة.
المهمُّ عندنا أَنَّ مرجعيّتَنا هو القرآن، وكلُّ ما وردَ فيه فهو حَق، نؤمنُ به
ونُصدِّقُه، لأَنه كلامُ اللهِ الذي لا يأتيه الباطلُ من بينِ يَدَيْه ولا من خلْفِه.