إِنَّ غيثَ مصرَ من مياهِ نهرِ النيل، وستكونُ مياهُ النيلِ في العامِ الذي
أَخبرَ عنه يوسفُ - صلى الله عليه وسلم - غَزيرة، وسيكونُ فيضانُ النيلِ فيه غَوْثاً لمصْر.
وقد يكونُ الغيثُ بمياهِ الأَمطارِ النازلةِ من السماء، وهذا هو الأَكْثَرُ
والأَغلب، وقد يكونُ بمياهِ الأَنهار، وهذا قليل في البلدان، كما هو غيثُ
مصرَ بمياهِ النيل.
فاعتراضُ الفادي على الآيةِ في غيرِ مكانِه، وهو لجهلِه خَطَّأَ الصوابَ
الذي في الآية!!.
***
هل الرعد ملك من الملائكة؟
وكيف يسبح الله؟
اعترضَ الفادي على حديثِ القرآنِ عن الرَّعْد.
والذي وردَ في قولِه تعالى: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (١٣) .
كيفَ يُسبحُ الرعْدُ بحمدِ الله؟ وهل هو مخلوقٌ حَيّ يَتحركُ ويَتكلمُ
ويُسبحُ اللهَ بلسانِه؟.
رَجَعَ الفادي إِلى تفسيرِ البيضاوي، ونَقَلَ عنه كَلاماً عَجيباً! قال:
قالَ البيضاوي: " عن ابنِ عباس: سُئِلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن الرَّعْد، فقال: " هو مَلَك مُوَكَّلٌ بالسَّحاب، معه مخاريقُ من نار، يَسوقُ بها السحابِ "..
(وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) : من خوفِ اللهِ وإِجلاله..
وقيل: الضميرُ للرعد..
وأَخرجَ الترمذيُّ عن ابنِ عباس: " أَقبلت اليهودُ إِلى محمد، فقالوا: أَخْبِرْنا عن الرَّعد، ما هو؟
قال: هو مَلَكٌ من الملائكة، مُوَكَّلٌ بالسَّحاب، معه مَخاريقُ من نار، يَسوقُه
بها حيثُ يَشاءُ الله.
قالوا: فما هذا الصوتُ الذي يُسْمَعُ؟
قال: زَجْرُه السَّحاب، حتى تَنْتَهي حيث أُمِرَتْ.
قالوا: صَدَقْتَ ".
ونحنُ نَسأل: إِذا كانَ الرَّعْدُ هو الكهرباءَ الناشئةَ عن تَصادمِ السحاب،