وبما أَنَّ اللهَ أَخبرَنا عن صرحِ فرعونَ الذي بناهُ له وزيرُه هامانُ فإِننا نُصَدِّقُ
ذلك ونؤمنُ به، ومعلوم أَنَّ الفراعنةَ تركوا خَلْفَهم مجموعةً من الأهراماتِ
الأَثرية، والذين بَنَوْا تلك الأَهراماتِ لا يَعجزون عن بناءِ صَرْحٍ عالٍ!!.
وقد سَبَقَ أَنْ ذَكَرْنا أَنه لا تَعارُضَ بين هامانَ المصري، الذي كان وَزيراً
لفرعون، والذي ذَكَرَ القرآنُ اسْمَه صريحاً، وبينَ هامان الفارسي، الذي كان وزيراً لملكِ الفرس، فكثيراً ما تتشابَهُ الأَسْماء!.
***
[حول الطوفان على المصريين]
أَخْبَرَنا اللهُ في القرآنِ أنَّه لما أَصَرَّ فرعونُ وقومُه على الكفرِ واضطهادِ بني
إِسرائيل، أَرسَلَ اللهُ عليهم عدةَ آيات، وابتلاهم بعدةِ ابتلاءات، لعلَّهم
يَتَراجعونَ ويُؤمنون.
قال تعالى: (
وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (١٣٢) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (١٣٣) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٣٤) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (١٣٥) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (١٣٦) .
ذَكَرت الآياتُ خمس عقوباتٍ عاقبَ اللهُ بها فرعونَ وقومَه، وهي:
الطوفانُ والجرادُ والقُمَّلُ والضفادعُ والدَّمُ، وقد كان عاقَبَهم قبلَ ذلك بالمحلِ
والجَدْبِ والسنين ونقصِ الثمرات، وَوَرَدَ ذلك في قولِه تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٣٠) .
ويبدو أَنَ هذه العقوباتِ كانَتْ متتابعة: فعاقَبَهم اللهُ أَوَّلاً بالسنينَ والمحلِ
ونقصِ الثمرات، حيثُ حُبستْ عنهم الأَمْطار، وقَلَّتْ مياهُ نهرِ النيل، وجَفَّتْ مزروعاتُهُم، وتَلِفَتْ أَشجارُهم وثِمارُهُم ...
ثم أَرسلَ اللهُ عليهم الطوفان، بأَن