ولكنَّ اللهَ عاتَبَ رسولَه - صلى الله عليه وسلم - بشأنِه، وخَلَّدَ هذا العتابَ في القرآن، من بابِ توجيهِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لما هو أَوْلى، فهو لم يُخْطئْ مع ابنِ أُمِّ مَكْتوم، ولم يَنْهَرْهُ ولم يَشْتُمْه، وكان مَشغولاً بأَمْرٍ هامٍّ لمصلحةِ الإِسلام، وكان طامِعاً في إِسلامِ المجموعةِ ليُنقذَهم من النار، ولو كانَ أَحَدُنا مكانَه لفعلَ مثْلَ فِعْلِه، وما كان مخطئاً..
ولكنَّ اللهَ يريد لرسولِه - صلى الله عليه وسلم - الأَكملَ والأَفضلَ والأَوْلى، ولذلك عاتَبَه هذا العتابَ، مُرْشداً له إِلى ما هو أَوْلى.
وكانَ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - يُكرمُ عبدَ اللهِ بنَ أُمِّ مكتومٍ - رضي الله عنه -، ويُرحبُ به كلَّما لَقِيَه، ويُداعبُه قائِلاً:" أَهْلاً بمنْ عاتَبَني فيه رَبّي! " وعندما كان يَخرجُ من المدينةِ لسفر أو غَزْوٍ، كان يُعَيِّنُ هذا الصحابيَّ والياً مكانَه على المدينة، وأميراً عليها، وتحتَ إِمرتِه كِبارُ الصحابة!.