من قبلِهم.
فكيف اعتبرَ الفادي الجاهلُ الآيةَ من بابِ " الإِكراه على النفاق "؟!
وما مقصودُه بهذا العنوان؟
هل يَقصدُ أَنَّ اللهَ يُكْرِهُ اليهودَ والنَّصارى على النفاقِ
إِكْراهاً، ويأْمُرُهم به أَمْراً؟
وهل الآيةُ تتحدَّثُ عن ذلك؟
لا أَدري كيفَ يُفكرُ هذا الجاهل، وكيفَ ينتقدُ القرآنَ!!.
ثم سجلَ قولَه تعالى: (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥) .
والآيةُ لا تتحدثُ عن المنافقين، وإنما تتحدثُ عن إِهلاكِ وتدميرِ السابقينَ من الكافرين..
فأَينَ الإِكراهُ على النفاق في كلماتِ الآية؟!.
كلامُ الفادي الجاهلِ حولَ التناقضِ التاسع غيرُ واضح، فضلاً عن أَنه
باطل، لأَنه لا تَناقُضَ في القرآن، ولا تَناقُضَ بين الآياتِ التي زَعَمَ هو
تناقُضَها.
عاشراً: بين النهي عن الهوى وإباحته:
افْتَرى الفادي المفترِي على القرآن، وعلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وعلى المسلمين، فزعَمَ أَنَّ القرآنَ تناقَضَ بين تحريمِ الهوى وإِباحتِه، وزعَمَ أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - كان يَتبعُ هواه وشهوتَه.
أَثنى اللهُ على الصالحِ الملتزم الذي نهى نفسَه عن هواها؟
قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (٤١) .
وبعدَ أَنْ أَوردَ المفترِي الآيةَ زَعَمَ أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ أَوَّلَ مَنْ خالَفَها، لأَنه اتبع هواه، وأَباحَ ذلك لأَصحابه!!.
أ - قال المفترِي: " أَباحَ محمدٌ لأَتْباعِه القيامَ بالغاراتِ الدينية، والدخولَ
على الأَسيراتِ دونَ تطليقِهنَّ من أَزواجِهن، فقال: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ..)
قالَ البيضاوىِ: إِلّا ما ملكتْ أَيمانُكم من اللّاتي سُبينَ، ولهنَّ أَزواجٌ كُفار، فهنَّ حَلالٌ للسّابين، والزواجُ مرتفعٌ بالسَّبْي،