للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا معناهُ وجوبُ التفريقِ بين استغفارِنا واستغفارِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فاستغفارُنا بسببِ ذنوبِنا ومعاصينا الكثيرةِ المستمرة، وكلُّنا رجاءٌ في الله أَنْ يَغفَرها لنا..

أَمَّا استغفارُ رسولِنا - صلى الله عليه وسلم - فإِنه ذِكْرٌ منه لله، وقُرْبى يَتقربُ به إِليه.

وقد خَصَّ اللهُ حبيبَه محمداً - صلى الله عليه وسلم - بمقامِ الشفاعةِ المحمود، حيثُ يَأذَنُ له أَنْ يَشفعَ للناسِ يومَ القيامةِ الشفاعةَ العامَّةَ بفتح بابِ الحساب لهم، ثم يَأْذَنُ له أَنْ يَشفعَ لأَمَّتِه شفاعةً خاصةً بأَنْ يُدخِلَهم الجَنَّة، وشفاعتُه - صلى الله عليه وسلم - ثابتةٌ في الأَحاديثِ الصحيحةِ المتفقِ عليها، وكُلُّ مسلمٍ يَطمعُ في أَنْ يَسعدَ بتلكَ الشفاعة.

أَمّا الفادي الكافرُ المجرمُ فإِنه محرومٌ من الشفاعة، ولذلك يُنكرُها،

ويشتمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ْ

***

[حول موقف عبد الله بن سعد بن أبي السرح]

اتَّهمَ الفادي المجرمُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بأَنَّه أَخَذَ القرآنَ من الناسِ من حولِه، حيث كانَ يُسجلُ أَقوالَهم، ومنهم كاتبُ الوحي عبدُ الله بنُ أَبي السَّرْح.

ذكَرَ تحتَ عنوان: " يُدَوِّنُ أَقوالَ كَتَبَتِه " قولَ اللهِ - عز وجل -: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ) .

ونقَل عن تفسيرِ البيضاويِّ أَنَّ الآيةَ نازلةٌ في عبدِ اللهِ بن سعدِ بنِ أَبي

السَّرْح، وأنه كان يكتبُ الوحْيَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.

وأوردَ روايةً عن تفسيرِ البيضاويِّ أَنَّ عبدَ اللهِ بنَ سعدِ بنِ أَبي السَّرْح كان

يكتبُ الوحْيَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأَنه استَدْعاهُ ليكتبَ الآياتِ الأُولى من سورةِ المؤمنون، وكانَ يُملي عليه ويَكتب، فأَملى عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>