للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعتراضُ الفادي مَرْدود: فالقرآنُ أَبْهَمَ اسْمَ ذلك الملكِ الكافر، الذي

حاجَّ إِبراهيمَ في ربِّه، ولم يذكُرْ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - اسْمَه، وعلينا أَنْ لا نَخوضَ في تحديدِ اسْمِه، لأَنَّ ذلك لا يُؤخَذُ إِلاّ من الآيات ِ القرآنية الصريحةِ أَو الأَحاديثِ النبويةِ الصحيحة.

وبما أَنَّ القرآنَ والحديثَ الصحيحَ سَكَتا عن اسْمِه فعلينا أَنْ

نتابعَهما ونَبقى مَعَهما!.

وهذا معناهُ أَنَّنا لَسْنا مع البيضاويِّ وجمهورِ المفسرين في أَنه نمرود،

لأَنَّ هذا التحديدَ من الإِسرائيليات، ونقولُ: اللهُ أَعْلَمُ باسْمِه.

وما ذَكَرَهُ الفادي نَقْلاً عن سِفْرِ التكوينِ في العهدِ القديم من وُجودِ أَربعةِ

أَجيالٍ بينَ نوحٍ ونمرود لا دليلَ عليه، ولذلك نتوقَّفُ فيه، وما ذَكَرَه من أَنَّ

نَمرود عاشَ قبلَ إِبراهيمَ - صلى الله عليه وسلم - بثلاثمئة سنة نتوقفُ فيه أيضاً، كذلك نتوقَّفُ في ما نقلَه عن إِنجيل لوقا من وُجودِ اثْنَيْ عَشَرَ جيلاً بين نوحٍ وإِبراهيم - صلى الله عليهما وسلم -.

وقد ذَكَرَ الإِخباريّونَ والمؤَزَخُون أَنَّ نمرودَ كان مَلِكاً في العراق، في

ذلك الزمنِ البعيدِ، ونحنُ نتوقَّفُ فيه، فلا نُصَدِّقُ ما ذكَروه عنه ولا نكذِّبُه،

ولا نَنفيهِ ولا نُثبتُه، ونقول: اللهُ أَعلمُ بحقيقتِه!!.

وقد كانَ الفادي مُتَحامِلاً على القرآن، عندما حَمَّلَه كلاماً لم يَقُلْه، لأَنَّ

هَدَفَهُ الانتقاصُ من القرآن وتخطئَتُه، وإِدانَتُه بما لم يَقُلْه!!.

***

إسماعيل صِدِّيقَّ نبٌيّ - عليه السلام -

إِسماعيلُ هو ابنُ إِبراهيمَ البكر، وإِسحاقُ هو أَخوه، وهو عَمُّ يعقوب،

أَبو بني إسرائيل، وذَكَرَ القرآنُ أَنَّ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ وإِسحاقَ ويعقوبَ كانوا

أَنبياء - صلى الله عليهم وسلم -.

وقد نَصَّ القرآنُ على نبوةِ إِسماعيلَ - عليه السلام - في أَكثر من آية، منها قولُه تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (٥٤) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>