للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَغْفِرَة " وكيفَ يَسْتَخِفّونَ بخطِيئةٍ هي أَشنَعُ وأَفظعُ شَيْءٍ أَماْمَ الله ".

لقد قَدَّمَ الفادي طريقاً شاقّاً للتوبةِ والتكفير، لا تَتَّفِقُ مع عقِيدَتِه

النصرانية، إِنَّه لا توبةَ ولا تَكْفيرَ إِلّا بسَفْكِ دَم، وبدونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحصُل

مغفِرة!! فما مَعْنى هذا؟

هل يَجِبُ على المذنبِ أنْ يَقتلَ نَفْسَه ليغفرَ اللهُ له؟

أَلا يؤمنُ النَّصارى أَنَّ المسيحَ هو الفادي؟

وأَنَّ اللهَ شاءَ أَنْ يُصْلَبَ ابْنُه ليكونَ فِداءً للبَشَرِ جَميعاً حتى قِيامِ السّاعة؟

وأَنه لا داعِيَ لأَنْ يَستغفرَ المذْنبون، فقد فَداهُم الفادي بنفسِه..

فكيفَ يَقولُ المفْتَري الآنَ: إِنه لا مَغفرةَ إِلّا بسَفْكِ دَمٍ؟!.

أَمّا ادّعاؤُه أَنَّ الآيةَ وحديثَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تُجَرِّئُ المسلمينَ على ارتكاب الذنوب، وتَدْعوهم إِلى الاسْتِخفافِ بالمعاصي، فهذا افتراءٌ باطل، لأَنَّ الآياتِ القِرآنيةَ وأَحاديثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تَدْعو إِلى تَقْوى الله ومراقبتِه وتعظيم مقامِه، وعَدَمِ معصيتِه، فإذا أَخْطَأَ المسلمُ بدونِ قَصْدِ، وَوَقَعَ في ذنْبٍ بدون تَعَمُّد، ثم استغفرَ اللهَ وأَكثر مَن مظَاهر عبادتِه وطاعتِه فإنّ اللهَ يغفرُ له.

لهذا المسلم التائبِ، المنيبِ لرَبّه، المقْلعِ عن ذَنْبِه، الذي عَملَ

الحسناتِ بعدَ السيئات، تُوَجَّهُ الآيةُ، تَرغيباً له في الاستمرارِ على طريقِه

الإِيجابيِّ بعدَ التوبة: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) ، كما تُوَجَّهُ له أَحاديثُ

رسولِ الله - عليه السلام - المرغبةُ في فِعْلِ الحسناتِ بعدَ السيئات.

***

من الذي صُلب: المسيح أم شبيهه؟

سَبَقَ أَنْ ناقَشْنا الفادي المفترِي في مسألة صَلْبِ المسيح - عليه السلام - وموتِه ورَفْعِه إِلى السماء، عندما أَثارَ موتَ المسيحِ ثم حياتَه بعدَ موتِه، وذَكَرْنا ما قالَه القرآنُ حولَ ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>