للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حول طالوت وجيشه]

أَخْبَرَنا اللهُ في القرآنِ عن قصةِ طالوت، وخلاصَتُها أَنَّ بَني إِسرائيل لما

تسلَّطَ عليهم أَعداؤُهم، طَلَبوا من نَبيٍّ لهم أَنْ يجعلَ عليهم مَلِكاً، يَقودُهم

لقتالِ أَعدائِهِمْ، فأَخبرهم أَنَّ اللهَ بَعَثَ لهم طالوتَ مَلِكاً، فاعْتَرَضوا عليه بأَنه

ليسَ من بيتِ الملوكِ، وليسَ عندَه مال، فأَخبرهم أَنَّ آيةَ مُلْكِه أَنْ يَأْتِيَهم

التابوتُ الذي سَلَبَهم إِياهُ أَعداؤُهم..

وخرجَ طالوتُ بالجيش، وطَلَبَ منهم أَنْ لا يَشْرَبوا من النهر، إِلا غَرْفَةً باليد، فشَربوا من النهر إِلا عَدَداً قليلاً منهم، وخاضَ بذلك العددِ القليلِ المعركةَ الفاصلة، وهَزَمَ اللهُ أَعداءَهم، وكانَ داودُ جنديّاً في جيشِ طالوت، وقَتَلَ جالوتَ قائدَ الكفار، وصارَ بعدَ ذلكَ نبياً ومَلِكاً على بَني إِسرائيل.

واعترضَ الفادي على عرضِ القرآنِ لقصةِ طالوت، وحاكَمَ القرآنَ إِلى

أَسْفارِ العهدِ القديم، وحَكَمَ بخطَأِ ما جاءَ في القرآنِ مُخالِفاً لكلامِ الأَحْبار.

وقال: " والقصةُ أنَّ صموئيلَ النبيَّ مَسَحَ شاولَ الملك - الذي يُسميه القرآنُ

طالوتَ لِطولِ قامتِه - ملكاً على بني إِسرائيل، وفي أيامِه بارزَ داودُ جالوتَ

- الذي هو جُولْيات - وقَتَلَه، ونَصَرَ اللهُ بني إِسرائيل..

غير أَنَّ القرآنَ خَلَطَ هذه القصةَ بحكايةِ جيشِ جَدْعون، الذي امتحنَهُ بالشربِ من النهر، عندما حارَبَ المدْيانيّين، واعتبرَ أَنَّ شاولَ أَو طالوتَ هو جَدْعون، واعتبرَ أَنَّ الحربَ مع الفلسطينيِّين هي الحربُ مع المديانيين، مع أَنَّ بينَ الحادثتين زَمَن مديد! ".

إِنَّ المرجعَ والمعتمَدَ هو القرآن، فإِذا قالَ القرآنُ قَوْلاً، وقالَ الكتابُ

<<  <  ج: ص:  >  >>