والمرادُ بالأَرضِ في هذه الآية مختلفُ بقاعِ العالَمِ القديم، مثلُ: فارسَ
والروم والحبشة واليونان وغيرها، التي شَتَّتَ الله اليهودَ فيها، وعاشوا " عَصرَ الشَّتاتِ " الذي استمرَّ قُروناً عديدة.
وسَيَبْقَوْن مُشَتَّتينَ في مختلفِ بقاعِ الأَرض، في مختلفِ البلدان، إِلى أَنْ يَحينَ موعدُ إِفسادِهم الثاني، حيثُ سيجمعُهم اللهُ من تلك البلدان، ويأْتي بهم إِلى الأرضِ المُقدَّسة! وهذا ما تصرحُ به الآية: (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (١٠٤) .
وهذا ما تحققَ في هذا الزمان، الذي يَعيشُ فيه اليهودُ إفسادَهم الثاني
الكبير، حيثُ أَتى الله بهم لَفيفاً، من مختلفِ القارّاتِ الخَمْس، وأَقاموا دولَتَهم على الأَرضِ المقَدَّسَة!.
***
[العيون المتفجرة من الحجر]
أَخْبَرَنا اللهُ أَنَّ بني إِسرائيلَ استسقَوْا موسى وهم في الصحراء، فَأَمَرَهُ اللهُ
أَنْ يضربَ الحجرَ بعصاه، ولما فعلَ فَجَّرَ اللهُ من الحجرِ اثْنَتا عشرة عَيْناً، على عَدَدِ أَسباطِ بني إِسرائيل.
قال تعالى: (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ) .
وقال تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ) .
وخَطَّأَ الفادي كلامَ القرآن، وحاكَمَه إِلى كلامِ العهدِ القَديم، الذي أَلَّفَه
الأَحبار، وكلُّ ما خالَفَ العهدَ القديم عندَه خَطَأ!
نَقَلَ الفادي عن سِفْرِ الخروجِ: " أَنه لما خَرَجَ بنو إِسرائيلَ إِلى سيناء،
جاؤُوا إِلى " إِيليم "، وَوَجَدُوا فيها اثنتئ عشرةَ عينَ ماء، وسَبْعين نخلة، فَنَزَلوا