للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسجدِ الحرامِ المؤمنين الصالحين من المسجد، وفتنتُهم المسلمينَ وتعذيبُهم

ليرتَدّوا عن دينهم..

هذه الجرائمُ أَكبرُ عندَ الله من قَتْلِ ذلك الرجل، فلماذا

تَتَباكى قريشٌ على الحرمات، وهي التي تَنتهكُ حرمَتَها؟!.

وبهذا نعرفُ أَنَّ الآيةَ لم تَنْسَخْ حرمةَ القتال في الشهبرِ الحرام، كما فَهم

منها الفادي الجاهل، وإِنما أَكَّدَتْ حرمةَ ذلك القتال، ولامَت الصحابةَ على

قَتْلِهم الرجلَ المشرك، واعتبرتْ ذلك الحادثَ كبيراً: (قُل قِتَالٌ فِيهِ كبِير) ،

لكنَّ جرائمَ قريشٍ أَكبرُ من القتل.

[٢ - لماذا نسخت القبلة إلى بيت المقدس؟ :]

كانتْ قبلةُ المسلمين بيتَ المقدس، وصَلّوا إِليها سبعةَ عشرَ شهراً بعدَ

الهجرة، ثم نَسَخَ اللهُ تلك القبلة، وحَوَّلهم إِلى الكعبة، وذلك في قوله تعالى:

(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) .

وادَّعى الفادي المفترِي أَنه اكتشفَ الأَسبابَ الحقيقيةَ لهذا النَّسخ.

قال: " جاءَتْ هذهِ الآية ُ الناسخةُ، بعدَ أَنْ كانَ المسلمون يُصَلُّون مستَقْبِلين بيتَ المقدس، وأَرادَ محمدٌ أَنْ يَستميلَ العربَ إِليه، ولكي لا يَتحوَّلوا إِلى اليهوديةِ التي كان يُقَدّسُ قبلَتَها، قال: إِنَّ اللهَ غَيَّرَ له القبلةَ إِلى القبلةِ التي يَرْضاها، فحُكْمُ النسخِ ليس حسبَ المشيئةِ الإِلهية الثابتة، بل حسبَ هوى محمدٍ ورضاه!! ".

يُفَسرُ المجرمُ المفترِي الأَحكامَ الشرعيةَ تفسيراً سياسيّاً ومصلحياً، ويُنَحّي

التفسيرَ الإِيماني، لأَنه يَنفي أَساساً كونَ القرآنِ من عند الله، ويجعلُه من تأليفِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.

كانَ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - يُقَدِّسُ قبلةَ اليهود، وكان يُصَلِّي إِليها، لكنه خشيَ أَنْ يتأَثَّرَ قومُه العربُ باليهود، وأَنْ يَتَحَوَّلوا إِلى الديانةِ اليهودية، وبذلك يغلبُه اليهود.

<<  <  ج: ص:  >  >>