على قراءتِه، ليعرفوا المستوى الهابط الذي انحدر إليه الذين كتبوه..
وزعموا أنه وحي من الله، وأَنه كانَ في القرآن، ثم حَذَفَه منه المسلمون زَمَنَ
عثمانَ - رضي الله عنه -.
ولا وَجْهَ للمقارنةِ بينَ هذا الكلامِ وبينَ القرآن، لأَنه لا مُقارنَةَ
بين الثّرى على الأَرْضِ والثُّرَيّا في السماء!!.
وكم كان الفادي غَبِيّاً سَخيفاً عندما جَعَلَ عنوانَ كلامِه: " سُوَرٌ مِثْلُه "،
وادَّعى أَنَّ هذا الكلامَ مِثْلُ القرآن! ولا أَتحرجُ من ذِكْرِ وتَسجيلِ ما زَعَمَه
بعضهم من أَنَّه قرآن، وما ادَّعاهُ بعضُهم من القدرةِ على معارضةِ القرآنِ
والإِتيانِ بسوَرٍ مثلِه، ولا أَخافُ منه على القرآن.
ولدي قراءتِنا لكلامِهم التافهِ الذي كَتَبوه نَزْدادُ ثقةً بالقرآن، ومحبةً له، ويَقيناً بأَنَّه كلامُ الله، وعجز البشرِ الأَبَدِيِّ عن معارضتِه!!.
***
[كيف يشاء الله الكفر؟]
اعترضَ الفادي المفترِي على قولِ اللهِ - عز وجل -: (قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) .
ونَقَلَ من تفسيرِ البيضاويِّ كَلاماً، خُلاصتُه: " (وَمَا يَكُونُ لَنَا) : ما يَصِحّ
لَنا (أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا) خِذلانَنا وارْتِدادَنا..
وفيه دليلٌ على أَنَّ الكفرَ بمشيئةِ الله! ".
وسَجَّلَ اعتراضَه وتساؤلَه قائلاً: " ونحنُ نسأل: كيفَ يَشاءُ اللهُ الكفر،
وهو أَكبرُ المعاصي؟!
وهل يتفقُ هذا معَ قداسةِ اللهِ وصَلاحِه وعَدْلِه؟
أَليسَ الأَوفقُ والأَكرمُ لمجدِ اللهِ أَنْ نعتقدَ بقولِ التوراةِ وقولِ الإِنجيل: اللهُ يُريدُ أَنَّ جميعَ الناس يُخْلِصون، وإِلى معرفةِ الحَقِّ يُقْبِلون ".