وشاءَ اللهُ الحكيمُ أَنْ يَقبضَ روحَ سليمانَ - عليه السلام - وهو متكئٌ على عَصاه..
وبقيَ متكئاً على عَصاهُ بعد خروجِ روحه، والجنُّ منهمكون في العَمَل، لا
يَعلمونَ بموتِه..
وَوَجَّهَ اللهُ دودةَ الأَرض " الأَرَضة " إِلى عصاهُ فأَكَلَتْها ونَخَرَتْها،
وكُسِرت العصا وسَقَطَتْ، وخَرَّ سليمانُ - عليه السلام - جُثَّةً هامِدة..
وفوجئَ الجنُّ بذلك، وعَرفَوا قُصورَ علمِهم، فهم لا يَعلمونَ الشهادة، فَضْلاً عَنْ أَنْ يَعْلَموا الغيب، فها هو سليمانُ ماتَ أَمامَهم وهم لا يَعلمونَ بموتِه!!.
والفترةُ الزمنيةُ بين موتِه وسقوطِه لم تكنْ سَنَواتٍ ولا سَنَة، ولم تكنْ
شُهوراً أَو أَياماً، إِنما كانَتْ فترةً قصيرةً، ونحن لا نحاولُ تحديدَ تلكَ الفترة،
لأَننا لا نجدُ دَليلاً على ذلك، فَنَكِلُ العلمَ بها إلى الله سبحانه وتعالى إ!.
***
[رفع جبل الطور فوق بني إسرائيل]
اعترضَ الفادي المفترِي على إِخبارِ القرآنِ عن رَفْعِ جَبَلِ الطّورِ فوقَ بني
إِسرائيل، وجعلَ عنوانَ اعتراضِه: " جَبَل يُحَلِّقُ في الجَوّ! " وهو عنوانٌ للتهكمِ والاستهز اء.
والآيةُ التي اعترضَ عليها، واعْتَبَرَها متناقضةً مع العلمِ والعقل، هي
قولُ اللهِ - عز وجل - (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧١) .
وبعدَما نَقَلَ المفترِي بعضَ ما ذكَرَه البيضاويُّ في تفسيرِ الآية، استبعدَ ما
ذكَرَتْه فقالَ: " ونحنُ نسأل: هَلْ من المعقول أَنْ يَخْلَعَ اللهُ جَبَلاً من الأَرض، يَعْلو في الفضاء، ويَظَلُّ مُعَلَّقاً على لا شيء، ليُخيفَ الناس، ويُرغمَهم ليَقْبَلوا شريعتَه؟
وهل يوافِقُ هذا علميّاً ناموسَ الجاذبية؟
وأَدَبِيّاً ناموسَ المحبةِ الإلهِية؟ ".