فأَخَذَ أَيوبُ الضِّغْثَ من الحشيشِ أَو العيدانِ وضربَ به الطرفَ الآخَر، وبذلك أَمضى يمينَه ولم يَحْنَثْ!.
وكلُّ كلامٍ إِضافةً على هذا الكلامِ لا دليلَ عليه، ولا يَجوزُ أَنْ نُفَسِّرَ به
كلامَ الله، ولذلك نَستبعدُ ما قيلَ بأَنَّ أَيوبَ حَلَفَ على امرأتِه أَنْ يضربَها مئةَ سوط، وأَنَّ اللهَ أَمَرَهُ أَنْ يضربَها بغصْنٍ فيه مئةُ عودٍ كي لا يَحْنَث!.
***
الصرح الذي بُني لفرعون
أخْبَرَنا اللهُ أَنَّ فرعونَ أَصَرَّ على كُفْرِهِ وادعى الأُلوهية، وطلبَ من وزيرِه
هامانَ أَنْ يَبنيَ له صَرْحاً ليبحثَ عن إِله موسى.
قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٣٨) .
وقد اعترضَ الفادي على القرآن، وخَطَّأَه، ووضعَ لكلامِه عِنْواناً
استفزازيّاً هو: " فرعونُ بنى بُرْجَ بابلَ بمصر! ".
وهو تهكُّمٌ وسخريةٌ بكلامِ القرآن، فأَينَ برجُ بابلَ الذي في العراقِ من فرعونَ حاكم مِصر؟!.
قالَ الفادي في تخطئتِه للقرآن: " ومعلومٌ أَنَّ البرجَ الذي كانَ بنو آدم
يَبنونَه ليسَّ رأسُه السماء، وقد صنَعوهُ من الطّينِ اللَّبِنِ المشويِّ بالنّار، هو
برجُ بابلَ في بلادِ الكِلْدانيّين، وقد شَرَعوا في بنائِه عقبَ حادثةِ الكِلْدانيّين..
فلا يمكنُ أَنْ يكونَ الآمِرُ بالبرجِ هو فرعون، كما أَنَّ البرجَ لم يُبْنَ في مصر،
ولا يُمكنُ أَنْ يكونَ وزيرُ فرعون هو هامانَ الوزيرَ الفارسيّ، وقد بُنِيَ برجُ بابلَ قبلَ فرعونَ بقرونٍ طويلة! ".
خَطَّاَ الفادي القرآنَ في حديثهِ عن صَرْحِ فرعون، بينما اعتمدَ حديثَ سِفْر