[جمع الكثرة بدل جمع القلة]
خَطَّأَ الفادي الإِتيانَ بجمعِ الكثرةِ بَدَل جمعِ القِلَّة، في قولِ الله - عز وجل -: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً) .
قالَ في اعتراضِه على الآية: " وكانَ يَجبُ أَنْ يَجْمَعَها جمعَ قِلَّة؟
لأَنَّهم أَرادوا القِلَّة، فيقول: أَياماً معدودات ".
يَرى الفادي أَنَ " معدودات " جمعُ قِلَّة، وأَنَ (مَعْدُودَةً) جمعُ كثرة!
وهذا الكلامُ باطل، فالصّيغَتان جمعُ قِلَّة.
لكنَّ (مَعْدُودَةً) تدلُّ على عددٍ أَقَلَّ من " معدودات ".
فإذا أَريدَ العددُ الأَقَلُّ ذُكِرَتْ صيغةُ (مَعْدُودَةً) ، وإِذا أُريدَ
العددُ الأَكثرُ ذُكِرَتْ صيغةُ " معدودات ".
وهذا عكسُ ما قالَه الفادي الجاهلُ باللغةِ العربية.
والآيةُ التي خَظَأَها الجاهلُ تتحدَّثُ عن اليهود، واستخفافِهم بعذابِ الله،
وادِّعائهم أَنهم أَبناءُ اللهِ وأَحِبّاؤه.
قال تعالى: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً) .
واللطيفُ في التعبيرِ القرآنيِّ المعجزِ أَنَه أَوْرَدَ الصيغتَيْن " معدودة، ومعدودات"
في نفسِ الموضوع، وهو زَعْمُ اليهودِ عدمَ تعذيبِهم إِلّا أَيّاماً قليلةً في جهنَّم.
قال تعالى: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨٠) .
وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) .