وما زالَ الدينُ الإِسلاميّ قَويّاً، رغمَ تصعيد الأَعداء حربَهم له، وكُلُّ يومٍ
يدخل فيه أَفرادٌ جُدُد في مختلفِ بِقاع العالمِ، مع أَنه لا توجَدُ دولة تحملُه
وتُطبقُه بصدقٍ في هذا الزمان، فهو دينٌ زاحفٌ، رغم أنفِ الأعداءِ وكثرةِ
المعَوِّقات!.
وقد أَخبرَنا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَ الإِسلام سينتشرُ في الأَرض كُلِّها، ويدخلُ كلَّ بيتٍ عليها، وسيبلغُ ما بَلَغُ الليلُ والنهار، وسيَقضي على كُلِّ الأَديانِ الباطلة..
ونقول للفادي: حَلِّلْ كما تَشاء، ومُتْ بغَيْظِك!!.
***
[حول تقاتل المسلمين]
امتَنَ اللهُ على المسلمينَ بأَنه أَلَّفَ بين قلوبهم، وجَعَلهم إِخْواناً مُتحابّين.
قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣) .
ولكنَّ الفادي المفترِي اعترضَ على الآيةِ وكَذَّبَها، وذَكَرَ أَمثلةً ونماذجَ
لاختلافِ المسلمين وتقاتُلِهم وتَطاحُنِهم، وقالَ: إِنَّ الحروبَ التي وَقَعَتْ بين
المسلمين في صَدْرِ الإِسلامِ أَكثرُ وأعنفُ وأَشَدُّ من الحروبِ التي وقَعَتْ بين
العربِ الجاهليّين!.
قال: " يَرى المسلمونَ أَنه من فضائلِ الإِسلامِ الدالَّةِ على أَنه من عندِ الله،
أَنَّه أَلَّفَ بينَ قُلوبِ العرب، بعدَ أَنْ كانوا قبائلَ تَشُنُّ الحروبَ بعضُها على
ونحنُ نَرُدُّ: إِنَّ هذا القول باطل، فالحروبُ والغزواتُ كانت على أَشُدِّها
بين العربِ أَيامَ محمد.
ولما ماتَ قامَ أَبو بكر بحروبِ الرِّدَّة، وبعدَ موتِ عُمَرَ أَعملَ المسلمون السيفَ بعضُهم برقابِ بَعْض، فماتَ عمرُ وعثمانُ مقتولَيْن،