للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدعا بغُلامٍ مَطموسِ العينَيْن، فدَعَوَا اللهَ حتى انشقَّ له بَصَرُه، وأَخَذا بُنْدُقَتَيْن، فوضَعاهُما في حَدَقَتَيْه، فصارا مقلَتَيْن ينظرُ بهما.

فقالَ شَمعون للملك: أَرأيتَ لو سأَلْتَ آلهتَك هل تصنَعُ مثلَ هذا؟

فقالَ الملك: لا أُخفي عنك سِرّاً، آلهتُنا لا تَسمعُ ولا تُبصر، ولا تَضر ولا تَنْفَع..

ثم قال: إِنْ قَدَرَ إِلهُكما على إحياءِ الميتِ آمَنّا به، فأَتَوا بغُلامٍ ماتَ منذُ سبعةِ أَيامِ، فدعَوَا الله، فقامَ حَيّاً، وقال: إِني أُدخلتُ سبعةَ أَوديةٍ من النار، وأنا أُحَذرُكُم ما أَنتم فيه.. فآمِنوا ...

وقال: فُتحتْ أَبوابُ السماء، فرأيتُ شابّاً حَسَناً يشفعُ لهؤلاءِ الثلاثة ...

فلما رأى شمعونُ أَن قولَه أَثّرَ في الملكِ نَصَحَه، فآمَنَ في جَمْع، ومَنْ لم يؤمنْ

صاحَ عليهم جبريلُ فَهَلَكوا..

(وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى) .

هو حبيبٌ النَجار، وكان يَنحتُ أَصنامَهم، وهو ممنْ آمَنَ بمحمد، وبَيْنَهما ستُّمئة سنة..

وقيل: كانَ في غارٍ يَعْبُدُ الله، فلما بَلَغَه خَبَرُ الرسولِ أَتاهم وأَظهر دينَه..".

تُحَدِّدُ هذه الروايةُ الإِسرائيليةُ القريةَ بأَنها إِنطاكية، والرَّجلينِ الرَّسولينِ

بأَنهما يحيى ويونس، وأَنَّ الذي أَرسلَهما هو عيسى، وأَنَّ الرسولَ الثالثَ

المؤَيّدَ لهما هو شمعون.

وأَنَّ الذي جاءَ يَسعى من أَقصى المدينة هو حَبيبٌ النجار، وأَن حوارَهم كان مع ملكِ المدينة، وأَنهم قَدَّموا له الآياتِ من الشفاءِ والإِحياءِ حتى آمَن ...

وقد اعترضَ الفادي على هذه الروايةِ الإِسرائيلية، وحَمَّلَ القرآنَ

مسؤوليتَها، قال: " معلومٌ أَنَّ إِنطاكيةَ كانَتْ تحتَ حكْمِ الرومان، فكيفَ يقولُ القرآنُ: إِن لها مَلِكاً؟

ويقولُ البيضاوي: إِنَّ حبيباً النجارَ نَحّاتَ الأَصنامِ في إِنطاكية آمَنَ بمحمد، فهل من المعقولِ أَنْ يؤمنَ برسالةٍ جاءَتْ بعْدَه بستِّمئة سنة؟

ثم إِنَّه ليسَ مِن تلاميذِ مَنْ يُدْعى شمعون أو يونس؟

فشمعونُ هو ابنُ يعقوبَ بنِ إِسحاقَ بنِ إِبراهيم، ويونسُ أَو يونانُ هو أَحَدُ أَنبياءِ التوراة، الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>