وقال الفادي عن القولِ الرابع: " ومَرَّةً جاءَ قرآنٌ يَقول: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ) ... ، فقالَ عمر: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ، فسجَّلَ محمدٌ قولَ عمرَ في القرآن: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤) .
وهذه الروايةُ أَوردَها الحاكمُ وابنُ مردويه وابنُ المنذر، لكنَّها لم تَصِحّ.
فلا تُصَنَّفُ ضمنَ موافقاتِ عمر.
وقالَ الفادي عن القولِ الخامس: " ومَرةً لقيَ يهوديٌّ عمرَ بنَ الخطاب،
فقالَ: إِنَ جبريلَ الذي يَذْكُرُه صاحبُكم عَدَوٌّ لَنا! فقال له عمرُ: مَنْ كانَ عدوّاً للهِ وملائكتِه ورسلِه وجبريلَ وميكال فإِنَّ اللهَ عدوٌّ للكافرين.
فَسَجَّلَ محمدٌ أَقوالَ عمر هذه بنصها: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (٩٨) .
وهذه الروايةُ أَوردَها الحاكم، ولكنَّها لم تصح.
والحادثةُ وَقَعَتْ بينَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وبينَ اليهود، وليسَ بين عمرَ - رضي الله عنه - وبين اليهود.
روى البخاريُّ عن ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما - عن حوارٍ بينَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وبينَ اليهودِ حولَ أَسئلةٍ ثَلاثةٍ سأَلوهُ عنها، لا يَعلمُ جوابَها إِلّا نبيّ، فلما أَجابَهم عليها الجوابَ الصحيحَ قالوا له: حَدِّثْنا مَنْ وليُّك من الملائكة، فعندها نجامِعُك أَو نُفارِقُك..
قال: فإِنَّ وَلِيّي جبريلُ، ولم يَبعث اللهُ نبيّاً قَطّ إِلّا وهو وليُّه..
قالوا: عندها نفارقُك، ولو كَانَ وَليُّكَ سِواه من الملائكةِ تابَعْناكَ وصَدَّقْناك!.
قال: فما يمنَعُكُم أَنْ تُصدِّقوه؟
قالوا: إِنه عَدُوّنا!..
فأَنزلَ اللهُ قولَه تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (٩٨) .