للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُرُرٌ مرفوعة..

وبَدَل لبسِ وَبَرِ الجِمال، وَعَدَهم بجنةٍ يُحَلَّونَ فيها من أَساورَ

من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسُهم فيها حرير..

وبَدَل القحطِ والمَحْل، وَعَدَهم بجنَّتَيْن ملآنَتَيْن بالفاكهة..

وبَدَلَ الخيامِ التي لا تَقي من حَرّ الصيفِ وزَمْهريرِ الشتاء،

وَعَدَهم بِقُصورٍ مُشَيَّدَة، فيها غُرَفٌ من فوقِها غُرَفٌ مبنية، ولا يَرَوْنَ فيها شَمْساً ولا زَمْهَريراً..

وبَدَلَ النساءِ البدويَّات، وَعَدَهم بأزواجٍ من الحورِ العين، لم يطمثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهم ولا جانٌّ، وجعلهنَّ أَبكاراً عُرُباً أَتْراباً..

وبدلَ الحرمانِ من الخَدَم وَعَدَهم بولدانِ الحور، يُقَدِّمونَ لهم ما لَذَّ من الشَّراب..

وبَدَلَ طعامِ الفاقة وَعَدَهم بلحْمِ الطير..

وبَدَلَ الجوعِ والفاقةِ وشَظَفِ العيش، وَعَدَهم بجناتٍ فيها أَنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسِن، وأَنهارٌ من لبنٍ لم يتغيَّرْ طعْمُه، وأَنهارٌ من خمرٍ لذةٍ للشاربين، وأَنهارٌ من عَسَلٍ مُصَفّى ... ".

إنَّ الجنةَ التي يراها الفادي خاليةٌ من النعيمِ المادّي، فليس فيها أَشجارٌ

ولا أَنهارٌ، ولا قُصورٌ وغُرَف، ولا أَسِرَّةٌ وبُسُط، ولا ملابسُ وأَساور، ولا

نِساءٌ ولا ولْدان، ولا خَدَمٌ ولا حورٌ عين، ولا طَعامٌ ولا شَراب، ولا استمتاعٌ ولا شَهوة، ولا مُلْكٌ ولا أَرض ...

ومع هذا يُسَمِّيها جنة، ولا أَدري كيفَ تكونُ جَنَّةً وهي خاليةٌ من كلّ هذه المظاهرِ للنعيمِ والاستمتاع؟!!

وزَعَمَ الفادي المفترِي أَنَّ المسيحَ - عليه السلام - نفى وُجودَ نعيم مادّيٍّ في الجنة.

قال: " أين هذه الصفاتُ من قولِ المسيح: " في القيامة لا يُزَوَّجون ولا

يَتَزَوَّجون، بل يَكونونَ كملائكةِ اللهِ في السماءِ " [متى: ٢٢ -.٣] .

وقولِه أيضاً:

" لأَنَّه ليسَ ملكوتُ اللهِ أَكْلاً وشُرْباً، بل هو بِرٌّ وسَلامٌ وفَرَحٌ في الروح

القدس ". [رومية: ١٤ - ١٧] ".

يَنسبُ الفادي للمسيحِ - عليه السلام - أَنَّ المؤمنين يَكونونَ في الجنة بدونِ طَعامٍ أَوْ شراب أو زواج، فهم كالملائكةِ الذين لا يَأَكلُون ولا يَشْرَبون ولا يتزوَّجون، وحياتُهم في الجنةِ مُجَرَّدُ فَرَحٍ وسُرورٍ وبِر وسَلام!!.

<<  <  ج: ص:  >  >>