ولا يَعرفُ العلمُ البشريُّ القاصرُ إلّا شيئاً قليلاً عن السماءِ الدنيا، وهو
لا يَعرفُ شيئاً عن السمواتِ السِّتِّ الأُخرى التي فوقَها، لأَنه غَيْرُ مُؤَهَّل
للبحث فيها، ويجبُ عليه أَنْ يعترفَ بعَجْزِه وقُصوره، وأَنْ يَكِلَ العلمَ بتلك
السمواتِ السِّتِّ إِلى اللهِ العليم الخبير، وأَنْ يأخذ ما ذكرَه اللهُ عنها في القرآن بالقَبولِ والتسليم، وأَنْ لا يُكَذِّبَ بما لا علْمَ له به!.
فالسمواتُ سبْعٌ طِباق، كلُّ سماء سقفٌ لما تحتَها، وأَساسٌ لما فوقَها.
قالَ تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) .
وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا) .
وقالَ تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢) .
ولم يَخترق السمواتِ السبعَ إِلّا رسولُنا - صلى الله عليه وسلم -، عندما أَسرى اللهُ به من المسجدِ الحرامِ إِلى المسجدِ الأَقصى، ثم عَرَجَ به إِلى السماء، وَوَصَلَ به إِلى سدرةِ المنتهى..
وَوَصفَ لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - السمواتِ السَّبْعَ في أَحاديثَ صحيحة!
وعلينا أَنْ نأخذَ المعلوماتِ الغيبيةَ المذكورةَ في القرآن، وأَنْ نَتَلَقّاها
بالقَبولِ والتسليم، وأَنْ نعترفَ بقُصورِ علْمِنا، بدلَ أَنْ " نَتَعَالَمَ " على القرآن، ونُخَطّئ ما فيه من صواب، كما فَعَلَ هذا الفادي!.
وكما خَطَّأَ الفادي القرآن في كلامِهِ عن السبعِ سموات خَطَّأَهُ في إِشارتِه
إِلى أَنَّ الأَرْضَ سبعُ أَرَضينَ أَيضاً.
ولم تَرِدْ هذه الإِشارةُ إِلّا مَرَّةً واحدةً في القرآن، ودْلك في قولهِ تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) .
واعترض على الآيةِ بقولِه: " وخَلَقَ اللهُ الأَرضَ، التي نحنُ عليها،
ولسِتَّ أَراضٍ مِثْلَها.. فجملةُ السمواتِ والأَراضي أَربع عَشرة ...
فكيفَ يقولُ القرآنُ: إِنَّ أَرضنا - وهي واحدةٌ من ملايينِ الكواكب والسياراتِ والأَقمارِ والشُموس - يوجَدُ سبعةٌ مثْلُها؟ "،