للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَحيحٌ بتفصيلها، فنُبْقيها على إجمالِها، ولا نخوضُ في بيانِها، لعدمِ وجودِ

دليلٍ نعتمدُ عليه.

فكلُّ ما نقولُه: أَوجَبَ اللهُ علينا الصيام، كما أَوجبه على

الذينَ من قبلِنا، فكانَ المسلمون السابقونَ يَصومون، أَمّا كيفَ كانوا يَصومون؟

وكم كانوا يَصومون؟

ومِنْ أَيِّ شهرٍ كانوا يصومونِ؟

فعِلْمُ ذلك عندَ الله.

أَما ما ذَكَرَه أَبو الفداء في تاريخه عن صومِ الصابئين فإنه لا دَليلَ عليه

عندنا، حيث لم يَرِدْ فيه نقلٌ صحيحٌ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أو الصحابة، ولذلك نتوقف فيه ولا نعتمدهُ، ولا نَعرفُ كيف كان يَصومُ الصابئون!.

بعد هذا البيانِ ننظرُ في ما قالَه الفادي الجاهل: " ونحنُ نسأَل: إِنْ كانَ

صيامُ رمضانَ ليس شَرْعاً جَديداً، ولا هو من الدينِ الإِسلاميِّ في شيء، بل

هو مأخوذٌ من الصابئين في بلادِ العرب، فكيفَ يقول: إِنَ مصدرَه وحيٌ

سماوِي؟ ".

إِنَّ هذا قولٌ متهافتٌ سخيفٌ، مبنيٌّ على كلامٍ غيرِ صَحيح ولا مَقبول،

والمهمّ عند الفادي إِدانةُ القرآن، واتِّهامُه بالخَطأ، ونفيُ كونهِ من عندِ الله،

والزعمُ بأَنَّه من البشر، ولذلك يَعتمدُ أيَّ كَلامٍ يُحققُ له هذا الهدفَ الخبيث، حتى لو كانَ ذلك الكلامُ باطلاً مردوداً ...

وما بالُكَ في مَنْ يزعمُ أَنه باحِث، وهو يَعتمدُ على كلامٍ غير صحيح؟!.

إِنَّ صومَ شهرِ رمضان شرعٌ إسلاميٌّ جَديد، خاصٌّ بالمسلمين، واللهُ هو

الذي كَتَبَه عليهم وأَمَرَهم به، كما وردَ في الآياتِ الصريحة، وخَصَّهم بأحكامِه التشريعية..

ولا يَنفي هذه الحقيقة القاطعة تشبيهُ صيامِنا بصيامِ مَنْ قبلنا: (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) ، فوجْهُ الشَّبَهِ هو في وُجوبِ الصِيام، وهو الامتِناعُ عن الطعامِ والشرابِ.

أما كيفيةُ الصيامِ وأحكامُه وعَدَدُ أيامِه، فلكلِّ أُمَّةٍ تَشْرِيعُهَا الربانيُّ الخاصُّ بها، كما قالَ اللهُ تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>