تُصرحُ هذه الآياتُ بأَنَّ اسْمَ الوادي الذي نادى اللهُ فيه موسى - صلى الله عليه وسلم - هو " طُوى ".
وكانَ اسْمُه " طُوى " في زمنِ موسى - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا معناهُ أَنه اسْمُ علمٍ أَعجمي، وليس عربيّاً مشتقّاً، فلا نبحثُ له عن معنى في العربية.
ووادي " طوى " المقدسُ بجانبِ جبلِ الطّور، وهو في جانبهِ الأَيمنِ.
قال تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (٥٢) .
وقال تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٣٠) .
ولكنَّ الفادي يرفضُ كلامَ القرآن، ويَعتبرُه خَطَأً جغرافيّاً، يَتَعارضُ مع ما
وردَ في العهدِ القديم، الذي هو جزءٌ من دينِ القِسّيسِ الفادي.
وقد اعترضَ على كلامِ القرآنِ قائِلاً: " قالَ المفسرونَ المسلمون: إِنّ " طُوى " اسْمُ الوادي.
ولكنَّ الكتابَ المُقَدَّسَ يُعَلِّمُنا أَنه لما كانَ موسى يَرعى غَنَمَ يَثْرونَ حَمِيه كاهنِ
مِدْيان، سادقَ الغَنَمَ إِلى ما وراء البريّة، وجاءَ إِلى جبلِ اللهِ حوريب، وظَهَرَ
ملَاكُ الرَّبِّ بلهيب نارٍ من وَسَطِ عُلّيقَةَ، ونظر، وإِذا بالعُلّيقة تتوقَّدُ بالنَّارِ دونَ أَنْ تحترق..
فَناداهُ الرَّب، وقال له: " لا تَقتربْ إِلى هاهُنا، اخْلَعْ حِذاءَك من
رِجْلَيْك، لأَنَّ الموضعَ الذي أَنتَ واقفٌ عليه أَرضٌ مُقَدَّسَة "خروج ٣: ١ -
٥ ".
إِذَنْ موسى كانَ في جبلِ اللهِ حوريب، فمن أَيْنَ جاءَ القرآنُ باسْم طوى،
مع أَنَّ حوريبَ اسْمُ جبلٍ مشهورٍ في شبهِ جزيرةِ سيناء؟ ! ".
ذَكَرَ العهدُ القديمُ أَنَّ اسْمَ الجبل " حوريب "، وذكرَ القرآنُ أَنَّ اسْمَه
" الطور "، والقِسيسُ الفادي يرفضُ اسْمَ القرآن، ويَعتمدُ اسْمَ العهدِ القديم ...
أما نحنُ المسلمين فإننا نؤمنُ بالقرآن، ونعتمدُ الاسْمَ المذكورَ فيه، ونرفضُ أَيَّ اسْم آخَرَ يَختلفُ معه، لأَنَّ القرآنَ هو الذي تَكَفَّلَ اللهُ بِحِفْظِهِ، فكلُّ ما فيه حَقّ وصَواب، أَما الكُتُبُ الأُخرى فقد عَدَتْ عليها يَدُ التحريفِ فلا يوثَقُ بها.