للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نافع، وقراءةُ عاصم، وقراءةُ الكسائي، وقراءةُ حمزة، وقراءةُ ابن كثير، وقراءةُ ابن عامر، وقراءةُ أبي عمرو، وقراءةُ أبي جعفر، وقراءةُ يعقوب، وقراءةُ خلف.

وأَشهرُ القراءاتِ الشاذة أربعة، وهي: قراءةُ الحسن البصري، وقراءةُ

الأَعمش، وقراءةُ ابن محيصن، وقراءةُ اليزيدي.

وقد أَجمعَ القراءُ العشرةُ على قراءةِ قولِه تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) بكسرِ اللّامِ والتنوين في " لِمُسْتَقَرٍّ "، فليس فيها قراءةٌ صحيحةٌ

أُخرى..

وما ذَكَرَه البيضاويُّ من القِراءةِ بحرفِ: " لا ": " لا مُسْتَقَرَّ لها "،

ليستْ قراءةً صحيحة، ولا من القراءاتِ الأَربعِ الشاذَّة، وإِنما هي موضوعةٌ

باطلة، وليستْ قرآناً!.

ولقد كان الفادي جاهِلاً عندما اعتمدَ هذه القراءةَ الموضوعةَ الباطلة،

واعتبرها قرآناً! وكان مُتَحاملاً مُغْرِضاً عندما بنى على هذا الكلام الباطل نتيجةً باطلة، وذلك في قوله: " وأما القولُ بوجودِ قراءةٍ في القرآن أَنَّ الشمسَ تَجري ولا مستقرَّ لها، فيدلُّ على اختلافِ قراءات القرآنِ اختلافاً يُغَيِّرُ المعنى، مما يَطعنُ في سلامةِ القرآنِ وصحَّته ".

إِنَ الفادي المفترِي يَزعُمُ أَنَّ اختلافَ القراءاتِ في القرآن يُغَيِّرُ المعْنى،

وهذا زَعْمٌ مردود، وكلُّ مسلم له علمٌ بالقراءاتِ يَعلمُ بُطْلانَ هذا الزعم،

ويوقنُ أَنَّ الاختلافَ بين القراءاتِ العشرِ الصحيحةِ اختلافٌ يَسير، لا يُغيرُ

المعْنى، ولا يُؤَدّي إِلى التعارض والتناقضِ والاضطراب، وإِنما تَلْتَقي كُلُّ

القراءاتِ على تقريرِ المعنى.

وهذا علمٌ نفيس، من أنفسِ علومِ القرآن، يُسَمّى " علْم توجيهِ القراءات "!.

ويريدُ الفادي المفترِي الوصولَ إِلى هدفِه الخبيث، وهو الطعْنُ في سلامةِ

القرآنِ وصحتِه، ورفْضِ كونِه من عندِ الله، فالاختلافُ في المعنى يطعنُ في

سلامةِ القرآنِ وحفْظِه! ووجودُ الأَخطاءِ في القرآن يَنفي كونَه وَحْياً من عندِ الله!

<<  <  ج: ص:  >  >>