في امرأةٍ خاصةٍ واحدة، لم تتكرَّر له ولا لغيرِه: (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) .
روى البخاريُّ ومسلمٌ عنْ سهلِ بنِ سعدٍ الساعديّ - رضي الله عنه - قال: إِني لفي القومِ عندَ رسولِ اللهِ - عليه السلام - إِذ قامت امرأةٌ، فقالَتْ: يا رسولَ الله! إِنها قد وَهَبَتْ نفسَها لك، فَرَ فيها رأَيَك.
فلم يُجِبْها شيئاً.
ثم قامت فقالَتْ: يا رسولَ الله!
إِنها قد وَهَبَتْ نفسَها لك، فَرَ فيها رأيَك.
فلَم يُجِبْها شيئاً.
ثم قامت الثالثةَ
فقالَتْ: إِنها قد وهبَتْ نفسَها لك، فَرَ فيها رأْيَكَ.
فقامَ رجل فقالَ: يا رسولَ الله: أَنْكِحْنِيها.
فقال: هل عندَك من شيء؟.
قال: لا.
قال: اذهَبْ فاطلُبْ ولو خاتَماً من حديد.
فذهَبَ وطَلَبَ، ثم جاءَ فقال: ما وجدْتُ شيئاً، ولا خاتَماً من حَدِيد!
قال: هل معكَ من القرآنِ شيء؟.
قال: معي سورةُ كذا وسورةُ كذا.
قال: أَنْكَحْتُكَهَا بما مَعَك من القرآن! ".
هذه المرأةُ وهبتْ نفسَها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بمعنى أَنها فَوَّضَتْ أَمْرَها إِليه، لأَنه إِمامُ المسلمين، وهو أَوْلى بهم من أَنفسِهم، وصَرَّحَ القرآنُ بذلك، قال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) .
عندما فَوَّضَتْ أَمْرَها إِليه قالَتْ له: فَرَ فيها رَأْيَك! وليس معنى هذا أَنها
رَمَتْ نفسَها عليه، وأَنها هَويَتْه وعشقَتْه، وطلبَتْ منه أَنْ يتزوَّجها، إِنما فوَّضَتْه في التصرُّف المناسب، وأَعَادَتْ عليه الكلامَ ثلاثَ مرات، فطلبَ رجَلٌ من المسلمين أَنْ يُزَوِّجَه إِياها، لأَنه وَليُّ أَمْرِها، فطَلَبَها منه كما يطلبُ أَيُّ خاطبٍ البنتَ من أَبيها، فزوَّجها له بما معه من القرآن!.
أَينَ هذا من اتِّهامِ الفادي المفترِي الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - بالهوى والشهوةِ، وهو لم يتزوَّجْ تلك المرأة، إِنما زَوَّجَها لأَحَدِ أَصْحابه؟.
ب - استدلَّ الفادي المفترِي على أَنَّ المسلمينَ مُتَّبعون لأَهوائِهم
وشهواتِهم: بأَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَدَهم بالاستمتاعِ الجنسيّ بالحورِ العينِ في الجنة!
قال: " كما أَنَّ محمداً جعلَ نِكاحَ النساءِ أَمَلَ المستقبلِ في الجنة، فقال: