للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأَمَرَ اللهُ كُلَّ عبادِه المسلمين أَنْ يَكونوا حُنَفاء، على اختلافِ زمانِهم أَو

مكانِهم.

قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥) .

إِبراهيمُ - عليه السلام - حَنيفٌ، ورسولُنا - صلى الله عليه وسلم - حَنيفٌ..

والنَّجِسُ المرتَدُّ الخبيثُ المفتري هو هذا الفادي المجرمُ، الذي يتلاعَبُ حتى بمعاني الكلمات!.

ب - حول نشأة الحنفاء ونهايتهم:

يواصِلُ الفادي الجاهلُ جَهْلَه، فيتحدَّثُ عن نشأَةِ الحُنَفاء، ويَذْكُرُ أَمْراً

ساذجاً مُضْحِكاً، يَدَّعي أَنه نَقَلَه عن السيرةِ النبويةِ لابنِ هشام.

زَعَمَ أَنَّ قُريشاً اجتمعتْ في يومِ عيدٍ لهم، حول صنمٍ من أَصنامِهم،

يَعبدونَه ويُعَظّمونه ...

فاعتزلهم أَربعةُ نَفَر، وجَلَسُوا يتحدثون فيما بينهم، وهم: وَرَقَةُ بنُ نوفل، وعبيدُ الله بن جحش، وعثمانُ بن الحويرث، وزيدُ بن عمرو بن نفيل..

وقال بعضُهم لبعض: تَعلمونَ أَنَّ قومَكم ليسوا على شيء، وأَنهم تركوا دينَ أَبيهم إِبراهيم، وعبدوا أَحجاراً لا تَضُرُّ ولا تَنفع ...

وتواصى هؤلاء الأَربعةُ أَنْ يَتَفَرَّقوا في البلدان، للبحثِ عن الدينِ الحق.

وزَعَمَ الفادي أَنَّ وَرَقَة بنَ نوفل تَنَصَّر، وأَنَّ عُبيدَ اللهِ بنَ جحشِ بقيَ

حائِراً، إِلى أَنْ أَسلمَ ثم تَنَصَّر، وأَنَّ عثمانَ بنَ الحويرث تَنَصَّر، وزيدَ بنَ عمرو اعتزل قَومَه، وطَردوه من مكة، وأَقامَ على جبل حراء".

وهذا كلامٌ باطل، يَدُل على أَنَّ " الحنفاءَ " لم يوجَدوا إِلّا في قريش،

قُبيلَ بعثةِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وأَنهم أَربعةُ رجالٍ فقط، انتهى ثلاثةٌ منهم إِلى النصرانية وصاروا نصارى، والرابعُ هو الذي عَلَّمَ محمداً - صلى الله عليه وسلم - القراَن!!.

" الحُنَفاءُ " هم: الذينَ لم يُشركوا بالله، ولم يَعْبُدوا الأَصنام، وآمَنوا بالله

وحْدَه لا شريكَ له، وبَقوا على دينِ إِبراهيمَ - عليه السلام -، فقد كانوا يَعلمونَ أَنَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>