٢ - قال تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥١) .
ولما نَقَلَ الفادي المفترِي المجرمُ من تفسير البيضاوي، أَخَذَ بعضَه الذي
يتفقُ مع هَواه، وتركَ بعضَه الضروريَّ لفهمِ الآية.
قال في النقلِ عن البيضاوي: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ) : مثلُ ناقةِ صالح، وعصا موسى، ومائدةِ عيسى.
(قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ) : يُنزلُها كما يَشاء، لستُ
أَملكُها، فآتيكم بما تَقْتَرحونه..
(وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) : ليس من شأني إِلّا الإنذار ".
وحَذَفَ الفادي المجرمُ من تفسيرِ البيضاويّ الجملةَ الأخيرة، فكلامُ
البيضاويّ هكذا: " ليس من شأني إِلّا الإِنذار، وإِبانَتُهُ بما أُعطيتُ من الآيات"
فَحَذَفَ الجملةَ الأَخيرةَ قاصداً، لأَنها صريحةٌ في أَنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أُوتيَ ما أُوتيَ من الآيات، وهي لا تَخدمُ الفادي المجرم في اتِّهامِه النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك حَذَفَها!
وعلى البحثِ والأَمانةِ العلمية السَّلام!!.
وسَجَّلَ الفادي المجرمُ تَساؤُلَه الخبيث: " ونحنُ نسأل: إِذا كانت الآياتُ
عندَ الله، وكان لمحمد صلةٌ بالله كالأَنبياءِ والرسل، فلماذا لم يَسمح اللهُ بتأييدِه بها؟ ".
وجوابُ تساؤلِه موجودٌ في تفسيرِ البيضاوي، الذي نجزمُ أَنَّ المجرمَ
قرأَه، ولكنَّه تجاهلَه ولم ينقُلْهُ، لأَنه يُصرحُ بأَنَّ اللهَ آتى نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - أَعظمَ آية، هي القرآنُ الكريم.
قال البيضاويّ في تفسير الآية الثانية: " (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) .
أَوَلَم يكْفِهم آيةٌ مغنيةٌ عما اقْترحوه، أَنا أَنزلْنا عليكَ الكتاب، تَدومُ عليهم تلاوتهُ، ويَدومُ تحدِّيهم به، فلا يَزال معهم آيةً ثابتةً