(قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٣) .
وكذلك شهدَ القرآنُ بسلامةِ الإِنجيل، قالَ في سورةِ المائدة: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٤٧) .
فالكتابُ المقدس إِذَنْ صَحيح، لم يَعْتِرِهِ تَحريف أَو تَبديلٌ أَو زيادةٌ أَو
نقصان..
وها هو الكتابُ المقَدَّسُ كُلُّه، ليس فيه أَيةُ إِشارةٍ إِلى إِتيانِ محمدٍ
كنبيّ، فمنْ أَينَ جاءَ محمدٌ بأَنَّ عيسى بَشَّرَبه؟ ".
لم يُخبر القرآنُ أَنَّ التوراةَ محفوظةٌ وصحيحة وسالمةٌ من التحريفِ، كما
ادَّعى الفادي المفترِي، إِنما جَزَمَ بتحريفِ اليهودِ للتوراة، وجاءَ هذا صريحاً
في آياتٍ كثيرة.
منها قولُه تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩) .
ومنها قولُه تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ) .
نَقَضَ اليهودُ ميثاقَهم مع الله، وحَرَّفوا كلامَه الذي أَنزلَه إِليهم في
التوراة، وكَتَبوا التوراةَ بأَيديهم، وأَلَّفوا أَسفارَها من عندهم، ثم نَسَبوها إِلى اللهِ زوراً وبهتاناً.
من اليقينِ عندَ العلماءِ أَنه لا تَناقُضَ بينَ آياتِ القرآن، فالآيتَانِ السابقتانِ
صريحَتانِ في تحريفِ اليهودِ للتوراة، وعلَيْنا أَنْ نَفهمَ الآياتِ التي أَوردَها
الفادي على أَساسِ الآيتَيْن السابقتَيْن، لنُحسنَ فهمَ تلك الآيات.
أَخبرَ اللهُ أَنه سيُعَلّمُ عيسى ابنَ مريمَ - عليه السلام - التوراة.
قال تعالى: (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٤٨) .
فأَيّ توراةٍ سيُعَلّمُه اللهُ؟
هل هي التوراةُ التي بأَيدي الحاخامات، التي حَرَّفوها وأَلَّفوها من عندهم؟
كَلآ.